حرب السودان .. الكوليرا تواصل حصد الأرواح
مارينا فيكتور مصر 2030تعمل مستشفيات السودان تحت ضغط الوبائيات، إذ يواجه مواطنو 9 ولايات في السودان خطر الإصابة بالاسهالات المائية الحادة "كوليرا"، وتتوسع رقعة انتشار هذا الوباء القاتل، في ظل تدهور مريع في القطاع الصحي بالبلاد، وسط قلق أممي إثر الوباء.
وترتفع وتيرة الخوف عند السكان في المناطق الموبوءة التي تتركز في ولايات الخرطوم والقضارف والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر شرقي السودان، وسنار والنيل الأبيض وسط البلاد بعد الانتشار المخيف للكوليرا وحدوث وفيات بسببها.
وأودت الكوليرا بحياة 160 شخصاً وإصابة 5200 آخرين في تسع ولايات سودانية خلال الفترة من 26 سبتمبر وحتى الآن، كما زاد معدل الإصابة بنسبة 70%، وذلك حسبما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان صحفي يوم الاثنين، والذي أبدى قلقه أيضاً من مآلات الوضع الصحي بالبلاد.
ويزداد معدل الإصابة بالكوليرا في ولايات الجزيرة والقضارف وسنار في تزايد مستمر، وجرى تأسيس العديد من مراكز عزل المرضى، بينما يوجد نقص في بعض الأدوية والمحاليل الوريدية وسط جهود لتوفيره.
ويعتبر الضغط السكاني على تلك المدن بعد وصول آلاف الفارين من الحرب وتدهور الوضع البيئي، أحد أسباب التفشي الواسع لوباء الكوليرا في السودان هذه السنة، وفق المصدر.
وتشكل الكوليرا التي تنتشر بالتزامن مع وباء حمى الضنك في العديد من المناطق السودانية، تحدي جديد يواجه النظام الصحي في البلاد والذي يعاني بدوره من تدهور مريع حيث خرجت أكثر من 70% من المستشفيات في أماكن الصراع المسلح.
إعلان رسمي
وسجلت ولاية سنار 83 حالة إصابة بالاسهالات المائية الحادة "كوليرا" و3 حالة وفاة حتى اليوم، وتقوم الولاية بعدة تدابير حالياً لمحاصرة الوباء من بينها البحث النشط، وحملات الإصحاح البيئي، وتعزيز الصحة واغلاق الأسواق بغرض نظافتها.
وتشهد سنار والقضارف وكسلا شرقي السودان، انتشار لوباء الكوليرا في مثل هذا التوقيت من كل عام، ولكن هذه السنة جاء بوتيرة عالية عن سابقاتها.
وتجري بعض الحملات الوقائية من قبل السلطات الصحية في القضارف من خلال النظافة وإصحاح البيئة وعمليات تحصين، ولكن هناك نقص حاد في لقاع "فاكسين" الذي يتم إعطاؤه على مرحلتين للشخص بغرض الوقاية من الكوليرا لذلك استفاد عدد قليل من السكان من التطعيم.
وتعاني مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان من تفشي وباء الكوليرا بصورة واسعة، وكان شبابها قد أطلقوا العديد من منصات التواصل الاجتماعي يطلبون النجدة بعد أن امتلأ المستشفى الوحيد في البلدة وتكدس المرضى.