غزة بعد الحرب.. ما هي خيارات أمريكا لمستقبل القطاع؟
تبحث "واشنطن بوست" في الخيارات المتاحة للحكم في قطاع غزة بعد نهاية الحرب التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير الصحيفة إلى رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، ولكنها تنقل مصادر لفتت إلى عدم موافقة إسرائيل على هذه الفكرة، فضلاً عن رفض الفلسطينيين ومعارضة الدول العربية لإعادة احتلال القطاع أو تحمل مسؤوليته، كما أن التقرير يسلط الضوء على التحديات التي تواجه إدارة بايدن في التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، بما في ذلك إعادة الإعمار ودمج غزة ضمن دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل.
و يُذكر أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ناقش هذه القضايا خلال زيارته للمنطقة، لكنه لم يحصل على إجابات حول هذه الأمور.
ويُشير التقرير إلى الضغوط التي تمارسها إدارة بايدن لدعم السلطة الفلسطينية في تولي مسؤولية إدارة غزة بعد تقديم الدعم لها، لكن هذه الفكرة مرفوضة من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين.
وترى الإدارة الأمريكية أن فكرتها أفضل من عودة الاحتلال للقطاع، فيما تعتبر إسرائيل مهمة القضاء على حكم حماس صعبة، حيث ترسخت الحركة في مؤسسات غزة من السياسة والاقتصاد والصحة والتعليم.
وتشير الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية ركزت على حل المشاكل في المنطقة، وتجاهلت القضية الفلسطينية، التي عادت إلى الواجهة بعد هجوم حماس.
والإسرائيليون يناقشون خططًا أمنية لغزة، مثل إنشاء منطقة عازلة، وفتح إمكانية وصول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة في فترة انتقالية، مما قد يلغي بعض عناصر الحكم الذاتي لسكان غزة، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
ويرى دينيس روس، مستشار سابق لرئيسين أمريكيين، أن غزة بحاجة إلى عملية انتقالية بعد الحرب، تهدف إلى نزع السلاح وتأسيس آلية تمنع تسليح أي فرد. يشير روس إلى أن السلطة الفلسطينية لن تكون قادرة على التصدي للوضع بمفردها في مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنها بحاجة إلى تغييرات جذرية إذا أرادت تولي حكم القطاع.
والجدير بالذكر أن إيلون ليفي، المتحدث باسم حكومة إسرائيل، إلى أن الجيش نفذ أكثر من 400 ضربة خلال بداية الأسبوع، بما في ذلك غارات جوية مكثفة في منطقة خان يونس، وقال إنه تم قتل عناصر من حماس وتدمير بنيتهم التحتية في بيت لاهيا في الشمال.
ورغم نصائح الولايات المتحدة لإسرائيل لتجنب تكبيد المزيد من الأذى للمدنيين الفلسطينيين، إلا أن العنف تجدّد مجددًا، حيث تركز الهجمات الإسرائيلية في الجنوب، حيث أُجرت نائبة الرئيس الأمريكي، كاملا هاريس، اتصالات هاتفية مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس الأحد.
وأكدت هاريس حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأعربت عن دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين الذي يمنح الفلسطينيين حق تقرير مصيرهم، فيما عادت الأعمال القتالية يوم الجمعة بعد انقضاء هدنة استمرت لأسبوع بين القوات الإسرائيلية وحماس، والتي أتاحت تنفيذ اتفاق التبادل بين الطرفين.
وأفرج الاحتلال الإسرائيلي عن 240 فلسطينيًا من سجونها وفي المقابل أطلقت حماس سراح 105 من المحتجزين لديها.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن أكثر من 15523 شخصًا استشهدوا خلال شهرين تقريبًا من الحرب التي اندلعت بعد هجوم حماس المفاجئ عبر الحدود في أكتوبر، ويقول الاحتلال الإسرائيلي إن هجوم حماس أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة، مع استمرار احتجاز حماس لـ 136 منهم.
