حتى لو اغتال السنوار.. هل سيستمر نتنياهو في السلطة؟
مارينا فيكتور مصر 2030يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتنفيذ قائمة اغتيالات لقادة "حماس"، في الداخل والخارج؛ باعتبارها "طوق النجاة" الأسرع لإطالة بقائه في السلطة، وإنقاذه من محاكمة أكيدة بشأن هجوم 7 أكتوبر.
ووفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأحد، واجه نتنياهو تحديات كبيرة، منها اتهامات بالفساد، وبالعدوان على الديمقراطية.
ومرر نتنياهو قانونا يقلّص صلاحيات السلطة القضائية يوليو الماضي، لكن أكبرها هو المسؤولية عن الفشل في منع الهجوم الذي شنّته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية 7 أكتوبر الماضي، وأودى بحياة 1200 إسرائيلي.
ومع دخول الحرب مرحلة جديدة في 1 ديسمبر الجاري، بعد انهيار الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل و"حماس"، يبدو أن نتنياهو يبحث عن حل، بما في ذلك الاغتيال المحتمل لزعيم "حماس" في غزة، يحيى السنوار، ليسترضي ائتلافه، ويُسكت منتقديه، ويُرضي السكان اليائسين من إعادة الرهائن المتبقّين من غزة وهزيمة "حماس"، كما تقول الصحيفة.
اغتيال السنوار
أبلغ مسؤولون إسرائيليون الصحيفة الأمريكية، بأن نتنياهو يعتقد أن اغتيال يحيى السنوار، العقل المدبّر المفترض لهجمات 7 أكتوبر، سيكون كافيا لإقناع الداخل بأنه تم تحقيق نصر كبير، وأن الحرب يمكن أن تنتهي.
ويرى خبراء، أن الجيش الإسرائيلي إذا نجح في اغتيال شخصية بارزة في حماس، فقد يسعى نتنياهو إلى الحصول على الفضل.
ومما مكَّن نتنياهو حتى الآن من البقاء هو نظام تشكيل الحكومة المعتمد على أن الحزب يمكن أن يشكّلها بحصوله على أغلبية لا تقل عن 61 مقعدا في البرلمان المؤلّف من 120 مقعدا، بينما يشغل ائتلاف الحكم الذي يقوده نتنياهو منذ نحو شهرين 74 مقعدا.
وللإطاحة به، سيتعيّن أن يغادر الائتلاف 13 عضوا على الأقل في البرلمان، أو إجراء تصويت بحجب الثقة.
بقاء مهدد
وعلى نحو آخر، يرى خبراء أنه من غير المحتمل بقاء نتنياهو بعد انتهاء الحرب، خاصة أنه يواجه تحديات كثيرة، من بينها بروز شريكه في الائتلاف بيني غانتس، وربما وزير الدفاع، يوآف غالانت، كخلفاء محتملين.
كما يقولون أن الحرب يمكن أن تستغرق سنوات؛ فتعريف كلمة الحرب قد يتغيّر، وقد تشمل استهداف قادة "حماس" في الداخل والخارج، بينما سيتم التحقيق في الأسباب التي أدّت لهجمات 7 أكتوبر، ويسعى نتنياهو من جانبه لإلقاء اللوم على غيره من المسؤولين.
رفض الاستقالة
من ضمن الانتقادات التي يُواجهها نتنياهو، تلك التي وجّهها له رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، بشأن رفضه إبلاغ العالم بخطة إسرائيل لما تتصوّره لمستقبل قطاع غزة بعد الحرب، داعيا إياه للاستقالة.
لكن نتنياهو، ردّ عليه بأن "لديه تفويضا من الشعب الإسرائيلي بقيادة البلاد، وأنه يعمل وفقا لاستطلاعات الرأي".
إطالة الحرب وقائمة اغتيالات
ووسّعت إسرائيل رقعة الحرب في غزة، مع إعلانها، الأحد، بدء عملية برية في جنوب القطاع، وهي العملية التي يصفها خبراء عسكريون بأنها "خطة توسيع المحاور"؛ لتحسين شروط التفاوض مع حركة حماس على هدنة جديدة، لكن بشروط أفضل لتل أبيب، تُرضي الرأي العام الإسرائيلي، وتنقذ حكومة نتنياهو من السقوط.
وحسب التقرير، دعا البعض إسرائيل إلى اغتيال خالد مشعل رئيس "حماس" في الخارج، وآخرين "على الفور بعد هجوم 7 أكتوبر".
ومع ذلك، فإن "القيام بذلك على الأراضي القطرية أو التركية كان من الممكن أن يؤدّي إلى توتر أو نسف الجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن، مما أدى إلى تأجيل الفكرة"، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".