سيناريو خطير في الجنوب.. ماذا ينتظر قطاع غزة؟
عبده حسن مصر 2030مع اقتراب دخول الحرب في قطاع غزة على شهرها الثاني، وعودة الصراع من جديد عقب انتهاء الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي يضرب ويوسع عملياته في غزة، حتى أصبح على قرب من هجوم بري على جنوب القطاع.
وكشفت حركة حماس أن عناصرها اشتبكوا مع قوات إسرائيلية على بعد كيلومترين تقريباً من مدينة خان يونس في الجنوب، وقال السكان أنهم يسمعون دوي نيران الدبابات وأنهم يخشون أن إسرائيل تجهز هجوماً برياً جديداً، وكان كثيرون منهم قد انتقلوا بالفعل إلى المدينة للفرار من هجمات سابقة.
وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من السكان إخلاء بعض المناطق في المدينة وبالقرب منها، لكنه لم يعلن عن أي هجوم بري جديد على الجنوب.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري: "الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد مراكز حماس في كل قطاع غزة، والقوات تواجههم وجها لوجه وتقتلهم".
فوفقاً لتقارير حماس، بدأت صباح اليوم الإثنين، غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن وفاة ثلاثة من عمال الطوارئ المدنية في مدينة غزة بشمال القطاع الساحلي.
كما تضرر مخيم جباليا للاجئين الذي يديره حماس في شمال القطاع كواحدة من المواقع التي تعرضت للقصف، وأكد متحدث باسم وزارة الصحة في غزة وفاة عدة أشخاص جراء الغارة الجوية هناك.
وأبلغ السكان عن قصف مدفعي وجوي مستهدف لمدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع، مما أدى إلى تزايد الضغط على المستشفيات لتلقي ومعالجة الجرحى.
وأشار إيلون ليفي، المتحدث باسم حكومة إسرائيل، إلى أن الجيش نفذ أكثر من 400 ضربة خلال بداية الأسبوع، بما في ذلك غارات جوية مكثفة في منطقة خان يونس، وقال إنه تم قتل عناصر من حماس وتدمير بنيتهم التحتية في بيت لاهيا في الشمال.
رغم نصائح الولايات المتحدة لإسرائيل لتجنب تكبيد المزيد من الأذى للمدنيين الفلسطينيين، إلا أن العنف تجدّد مجددًا، حيث تركز الهجمات الإسرائيلية في الجنوب.
حيث أُجرت نائبة الرئيس الأمريكي، كاملا هاريس، اتصالات هاتفية مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس الأحد.
وأكدت هاريس حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأعربت عن دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين الذي يمنح الفلسطينيين حق تقرير مصيرهم.
ومكتب هاريس أكد مخاوفه من الخطوات التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر، بما في ذلك عمليات العنف المتطرفة من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
عادت الأعمال القتالية يوم الجمعة بعد انقضاء هدنة استمرت لأسبوع بين القوات الإسرائيلية وحماس، والتي أتاحت تنفيذ اتفاق التبادل بين الطرفين.
وأفرج الاحتلال الإسرائيلي عن 240 فلسطينيًا من سجونها وفي المقابل أطلقت حماس سراح 105 من المحتجزين لديها.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن أكثر من 15523 شخصًا قُتلوا خلال شهرين تقريبًا من الحرب التي اندلعت بعد هجوم حماس المفاجئ عبر الحدود في أكتوبر.
ومن جهتها، تقول الاحتلال الإسرائيلي إن هجوم حماس أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة، مع استمرار احتجاز حماس لـ 136 منهم.
وسكان غزة يعبرون عن مخاوفهم من هجوم بري إسرائيلي على المناطق الجنوبية، حيث قطعت الدبابات الطرق بين خان يونس ودير البلح وسط غزة، مما أدى إلى تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق.
كما أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمر الفلسطينيين بإخلاء مناطق في خان يونس ومحيطها، ونشر خريطة توضح الملاجئ التي ينبغي لهم التوجه إليها غرب المدينة أو نحو رفح المتاخمة لمصر، وسكان القطاع يقومون بحزم أمتعتهم، لكنهم يشيرّون إلى أن المناطق التي أُمروا بالتوجه إليها تتعرض للهجوم أيضًا.