«كوب 28».. ما هي أهداف التعهد العالمي للتبريد؟
عبده حسن مصر 2030في إطار فعاليات مؤتمر الأطراف COP28 للمناخ، قدّمت رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة تعهدًا ملموسًا للتبريد العالمي، وذلك خلال اجتماع وزاري في يوم الطاقة والصناعة المصادف 5 ديسمبر في إطار فعاليات COP28.
ويهدف تعهد التبريد العالمي، الذي تم الكشف عنه من خلال وثيقة صادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى خفض الانبعاثات المرتبطة بأنظمة التبريد عن طريق تعزيز كفاءة الأجهزة وتوسيع نطاق الوصول إلى التبريد الفعّال.
وتقود رئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28 هذا التعهد العالمي للتبريد بدعم من تحالف التبريد الذي يُديره برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وفي يناير 2023، أعلن الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي ورئيس مؤتمر الأطراف "COP28" والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، رسميًا عن هذا التعاون وتطوير تعهد عالمي للتبريد، بمشاركة مستشار المناخ للأمين العام للأمم المتحدة ووزراء من عدة دول."
كما تم تطوير التعهد العالمي للتبريد باستخدام الخبرات التقنية من برنامج الأمم المتحدة للبيئة وتحالف التبريد، بالإضافة إلى استشارات مع أكثر من 100 جهة غير حكومية ونحو 40 دولة، ومن خلال تحقيق هذا التعهد، من المتوقع أن تتضاعف الفوائد المناخية بتخفيف 68٪ من انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالتبريد، مما يعادل 78 مليار طن بين عامي 2022 و2050.
كما يهدف التعهد إلى تحسين الوصول إلى أنظمة التبريد لتعزيز قدرة الاستيعاب للتكيف مع زيادة درجات الحرارة، وتعزيز الأمن الغذائي والتنمية المحلية، ومن المتوقع أيضًا أن تحسن هذه الجهود حياة مئات الملايين من الأشخاص، وتحقيق وفورات مالية هائلة للحكومات والمستخدمين النهائيين.
ويهدف التعهد الطوعي إلى تعزيز التعاون الدولي ورفع مستوى الطموح من خلال أهداف مشتركة لخفض الانبعاثات المرتبطة بالتبريد وتحسين كفاءة الطاقة، مع التركيز على التقليل التدريجي لاستخدام المركبات الهيدروفلورية وزيادة الوصول إلى التبريد المستدام للفئات الأكثر ضعفًا.
كما يوفر التعهد السياسي توجيهات لتحقيق هذه الأهداف ويقدم قائمة من الخيارات التي يمكن للدول اعتمادها استنادًا إلى أولوياتها.
وتتطلب مواجهة تحديات التبريد جهودًا من الجهات غير الحكومية، وهناك التزامات محددة للحكومات المحلية والقطاع الخاص والجهات غير الحكومية الأخرى لدعم هذا التعهد.
وسيعمل أعضاء تحالف التبريد في المستقبل على متابعة الالتزامات بالتعهد العالمي للتبريد، ودعم تنفيذ هذه الالتزامات والتوصيات المتعلقة بالتبريد في تقييم المناخ العالمي وبيان مجموعة العشرين، بالإضافة إلى دعم تمويل التبريد.
بالإضافة إلى أنه سيتم تتبع الالتزامات المتعلقة بالتعهد العالمي للتبريد من خلال تقارير وزارية مقدمة في مؤتمرات الأطراف القادمة، بالإضافة إلى البنية التحتية للنمذجة وجمع البيانات المستخدمة في تقييم التبريد العالمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: الحفاظ على البرودة في عالم متزايد الحرارة.
وتعتمد الجهود المبذولة لتحقيق هدف التخفيف العالمي من غازات الدفيئة والخط الأساس على النتائج والنمذجة المعتمدة في تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة المقرر إصداره في 5 ديسمبر أيضًا.
وتوضح الوثيقة الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن التبريد التقليدي، مثل التبريد وتكييف الهواء، يسبب ما يصل إلى 7% من إجمالي الانبعاثات العالمية، وإذا لم يتم السيطرة على هذه الانبعاثات، فمن المتوقع أن تتضاعف بنسبة كبيرة بحلول عام 2030 وثلاث مرات بحلول عام 2100، نتيجة لموجات الحر ونمو السكان والتوسع الحضري.
والتبريد يُعَد المحرك الرئيسي للكهرباء وذروة الطلب، ومن المتوقع أن تزيد متطلبات الطاقة لتبريد المساحات بشكل هائل بحلول عام 2050، مما يجعلها محركًا رئيسيًا للكهرباء العالمية وذروة الطلب على مدى العقود الثلاثة المقبلة.
كما تحذر الوثيقة من أن الطلب المتزايد على التبريد سيستهلك الكثير من قدرات الطاقة المتجددة المتوقعة عالميًا.
ويقدم التعهد مجموعة من الإجراءات والسياسات القائمة على الحلول لتدمجها الدول الموقعة على التعهد في مساهماتها المحددة وطنيًا.
ويشير التقرير إلى ضرورة تسريع التحول نحو التبريد المستدام، مؤكدًا أن هناك حلولا متاحة بالفعل لتوفير التبريد للجميع مع الحفاظ على برودة الكوكب، كما يقترح حلولًا تشمل تحويل الغابات الخرسانية إلى غابات حضرية واستخدام الحدائق الحضرية والأسطح الخضراء للحفاظ على برودة المدن وتقليل استخدام الطاقة.
كما يُشير أيضًا إلى تصميم المباني بميزات سلبية وقائمة على الطبيعة، وتعميم حلول تبريد المناطق، كوسائل فعّالة للتخفيف من التأثيرات السلبية وتكييف البنية التحتية لتحسين استخدام الطاقة بشكل كبير.
وتوضح هذه البيانات أن تبريد المناطق يُسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كما يحسّن كفاءة موازنة الأحمال خلال ساعات الذروة ويدمج مصادر الطاقة المتجددة، والحلول الخارجة عن الشبكة مثل الثلاجات الشمسية تحمي اللقاحات وتضمن استمرار سلاسل التبريد في حالات انقطاع الكهرباء.
كما أن مكيفات الهواء ذات الكفاءة العالية تخفّض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لنصفها، مما يساهم مع مصادر الطاقة النظيفة في تقليل الانبعاثات وتحسين جودة الهواء، وتطوير حلول التبريد المنزلية الأقل تأثيراً على المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، بالتزامن مع الإجراءات الدولية لتحسين كفاءة الطاقة في صناعة التبريد مع التحول إلى مواد تبريد صديقة للبيئة يمكن أن تمنع العديد من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة.
وتحسين كفاءة التبريد يمكن أن يزيد من القدرة على تحمل التكاليف وتقليل تكاليف المستخدم النهائي، مما يؤدي إلى توفير مبالغ ضخمة بحلول عام 2050 عبر تقليل الأحمال القصوى على الشبكات الكهربائية وتفادي بناء القدرات الجديدة، وتقليل الفاقد من الغذاء عبر سلاسل تبريد الأغذية يمكن أن يغذي مليار شخص يعانون من نقص التغذية، بالإضافة إلى أن تطبيق التبريد المستدام بشكل سليم يساهم في تخفيف الفقر وتقليل فاقد الغذاء وتحسين الصحة وإدارة الطلب على الطاقة ومكافحة تغير المناخ.