«وقعوا في بعض».. قصة الخلافات بين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت
عبده حسن مصر 2030بدأت تظهر علامات التوتر بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت نتيجة للأحداث الخاصة بحرب غزة والنقاشات المتعلقة بها، مثل المفاوضات مع حماس وموعد استئناف العمليات العسكرية.
بينما ظهرت الخلافات في الكلمات التي صرح بها نتنياهو وغالانت في مؤتمرات صحفية منفصلة مساء السبت، إلا أن الصدام بينهم لم ينحصر فقط في عدم حضورهما مؤتمرًا صحفيًا واحدًا.
وحاول نتنياهو توضيح سبب عقد مؤتمرات صحفية منفصلة مع غالانت، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: اقترحت على وزير الدفاع عقد مؤتمر صحفي مشترك، لقد قرر ما يقرره.
على الرغم من ذلك، أفادت القناة 13 الإسرائيلية أن مكتب نتنياهو دعا غالانت لحضور المؤتمر الصحفي في المساء فقط، بعدما دعا غالانت وسائل الإعلام إلى مؤتمر صحفي كان ينوي عقده مسبقًا بنفسه.
وعلى الرغم من العرض الذي قدمه نتنياهو، رفض مكتب غالانت الانضمام، مشيرًا إلى أنه في بعض الأحيان نعقد مؤتمرات صحفية معًا وأحيانًا بشكل منفصل.
وظهرت الخلافات بين نتنياهو وغالانت حول استراتيجية المفاوضات مع حماس، وذلك من خلال الوسطاء القطريين والمصريين لإعادة الرهائن الإسرائيليين من غزة، إضافةً إلى تحديد موعد استئناف العمليات الحربية.
فنتنياهو أشاد بقرار المفاوضات مع حماس، مؤكداً: "كان واضحًا لي أننا نستطيع تحرير العشرات من خاطفينا، تفاوضنا بقوة وضغطنا لتحسين الأوضاع، وهذا الجهد أسفر عن زيادة عدد المفرج عنهم، وسنواصل القتال حتى النهاية بجهد عسكري وسياسي.
ولكن غالانت، بدوره، يرى أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد، معتبرًا في مؤتمره الصحفي: "يجب على جميع النساء والأطفال العودة إلى منازلهم، حيث انتهكت حماس الاتفاق ورفضت إعادة 15 امرأة وطفلين، فأصدرت تعليماتي للجيش لاستئناف النار ما لم يتم إعادتهم".
هذا يظهر تباين الرؤى بين نتنياهو وغالانت حيال الطريقة المثلى للتعامل مع "حماس"، حيث يفضل الأول الضغط السياسي والمفاوضات، بينما يعتقد الثاني بأن الحل الوحيد هو الضغط العسكري حتى يتم الوفاء بالشروط المطلوبة.
وتبدو تصريحات غالانت تلمح إلى دوره في قرار استئناف العمليات الحربية، في حين أقر نتنياهو بالضغط الدولي الموجود على إسرائيل لإعادة تحريك ملف الأسرى، مؤكدًا أنه يسعى لخلق مساحة دولية لمواجهة هذا الضغط والتواصل مع القادة العالميين بشكل يومي.
وأكد نتنياهو أن انتهاك حماس للاتفاق دفعهم لاستئناف الحرب، وأن هذا الضغط سيتصاعد، مؤكدًا أنه يفضل أن يجعل حماس تطرح الأسئلة لتحصل على إجابات عملية على الأرض.
وبعد الحرب، يشغل السياسيون والعسكريون الإسرائيليون الفكر بما يأتي، ستبدأ التحقيقات في إسرائيل حول الفشل في غزة في أكتوبر الماضي، مما من المتوقع أن يؤدي إلى إقالة العديد من القادة العسكريين والسياسيين وفي أجهزة المخابرات.
ويسعى مسؤولون إسرائيليون، بما في ذلك وزير الدفاع غالانت، لتأكيد دورهم في نجاح الحرب على غزة، بينما يعمل نتنياهو على تجنب فكرة إقالته من عقول الإسرائيليين.
وفي المؤتمر الصحفي، سُئل نتنياهو عما إذا كان سيستقيل في اليوم التالي للحرب، حيث أكد أنه لا يعتمد على استطلاعات الرأي ويركز فقط على تحقيق أهداف الحرب، مشيرًا إلى أن هدفه الوحيد هو تحقيق هذه الأهداف.
وبخصوص تقارير اقتراح رؤساء المؤسسات الأمنية اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار ورفضه لهذا الاقتراح، أكد نتنياهو عدم قدرته على الكشف عن التفاصيل الكاملة لما عرض عليه من توصيات متنوعة من الجيش والأجهزة الأمنية.
وتأتي هذه التقارير بعد تقارير أخرى تحدثت عن خلافات بين غالانت ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن مدة استمرار الحرب.
ووفقًا للتقارير، فقد تبادل بلينكن وغالانت آراء مختلفة في اجتماع مع المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي.
كما تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن غالانت أكد استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها، بينما أعرب بلينكن عن اعتقاده بأنه لا يمكن لإسرائيل الاستمرار بنفس الوتيرة، وعبر عن ضرورة تغيير استراتيجية الهجوم لتجنب تكرار الأوضاع في شمال قطاع غزة.
وفي الاجتماع، نقل بلينكن قائلاً: "هناك مليونان من الفلسطينيين هناك جنوبي غزة، وأنتم بحاجة إلى إجلاء عدد أقل من الناس من منازلهم، وأن تكونوا أكثر دقة في ضرباتكم وأن لا تلحقوا ضررًا بمنشآت الأمم المتحدة، وأن تضمنوا وجود مناطق آمنة كافية. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا تهاجموا حيث يوجد سكان مدنيون، ما هي خططكم في هذا السياق؟"
وقد أشار وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت إلى تفكيك حماس كهدف واضح للمجتمع الإسرائيلي، مع تأكيد أن الوقت ليس عائقا في تحقيق هذا الهدف حتى لو استغرق الأمر شهورا.
ورد بلينكن مشيرًا إلى عدم اعتقاده بأن إسرائيل لديها كل هذا الوقت.
وفي هذه المرحلة، أشار رئيس الوزراء نتنياهو إلى رفض إسرائيل لحكم السلطة الفلسطينية في غزة، مؤكداً عدم قبوله لوجود سيطرة للسلطة الفلسطينية في غزة بعد حماس.