بعد عودة الحرب.. كيف يبدو الوضع الصحي والإنساني في غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030يعاني قطاع غزة من وضع صحي وإنساني صعب للغاية، بعد انهيار الهدنة وعودة العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح الجمعة.
وقالت "الأونروا" إن الأمر الخطر في الوقت الحالي، يتمثل في رصد تفشي لمرض الالتهاب الكبدي "أ"، في أحد ملاجئ الأونروا، الخميس الماضي، محذرة من استمرار انتشار المرض وانتقاله إلى مناطق أخرى داخل القطاع المُحاصر.
ويشهد الوضع الصحي تدهورا، إذ تحدثت منظمة الصحة العالمية عن وجود 111 ألف إصابة بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد، و36 ألف حالة إسهال لدى أطفال دون الخامسة، بين النازحين في غزة.
وأعربت منظمة "الأونروا" عن مخاوفها الشديدة بشأن انتقال المرض بسبب الاكتظاظ الذي تشهده ملاجئ ومدارس الأونروا في قطاع غزة، خاصة أن هذا الالتهاب الكبدي الوبائي يُمكن أن يتفشى بسهولة، في خضم زيادة توافد النازحين على مراكز الإيواء بعد عودة القصف.
وتابعت: "نتخوف كذلك على وضع الناس في الملجأ الذي رصدنا فيه انتشار هذا المرض"، معبرة عن أملها في استعادة الهدنة مجددًا للسيطرة على تلك الأمراض.
الحرب تُفاقم الوضع
وعاد النزاع بما في ذلك القصف الجوي، وصار نحو 1.8 مليون من سكان القطاع "نازحين"، ما يمثل قرابة 80 بالمئة من سكان غزة البالغ إجمالي عددهم نحو 2.2 مليون مواطن.
وبات يعيش مليون مواطن من النازحين في غزة داخل 156 منشأة تابعة للأونروا، بينهم 950 ألفًا يتواجدون في ملاجئ الوكالة بالمناطق الوسطى والجنوبية من القطاع، في حين أن معظمهم بالأساس قادمون من الشمال، بحسب "الأونروا"
وجرى تدمير 45 بالمئة من الوحدات السكنية بقطاع غزة خلال أيام الحرب، وبالتالي لم تعد صالحة للسكن.
أثناء الهدنة، زاد عدد الوافدين إلى ملاجئ الوكالة، وهذا يعني أن النزوح ما زال مستمرًا، في الوقت الذي استغل العديد من الغزيين أسبوع الهدنة في زيارة منازلهم ودفن موتاهم.
استطاعت الأونروا خلال الهدنة، توزيع المساعدات في الملاجئ بشمال القطاع، بعدما أغلقته القوات الإسرائيلية بشكل كامل.
وأكثر ما تقوم "الأونروا" بتوزيعه في الوقت الحالي هو الدقيق والأطعمة المعلبة التي لا تحتاج إلى تجهيز، إلى جانب المياه النظيفة.
وأكدت الوكالة على وجود أزمة مياه داخل القطاع، فغزة بالأساس تفتقر للمياه الصالحة للشرب، ولدى وكالة الأونروا محطات صغيرة لضخ وتحلية مياه الآبار، لذلك نطالب بضرورة إدخال المزيد من شاحنات الوقود لاستخدامها من أجل ضخ المياه وتحليتها.
كما دخل عدد أكبر من شاحنات المساعدات الإنسانية في أيام الهدنة، وكذلك صهاريج الوقود، لكن ما جرى إدخاله لا يكفي الاحتياجات الكبيرة للغاية لدى سكان القطاع حالياً.
وكانت الهدنة تتضمن زيادة عدد الشاحنات المسموح بدخولها إلى القطاع إلى 200 شاحنة، في الوقت الذي كان يدخل إلى القطاع 500 شاحنة قبل 7 أكتوبر.
منذ اندلاع الحرب والتشديد والإغلاق الشديد على القطاع، بات يدخل نحو 100 شاحنة من المساعدات، وانهار القطاع الخاص داخل غزة تماما، إذ باتت المحال فارغة ولا يوجد أي سلعة يتم شراؤها.
وانتهت الهدنة، الجمعة، بعد 7 أيام من دخولها حيز التنفيذ، في الوقت الذي أعلنت مصادر طبية تابعة لحركة حماس، أن ما يزيد عن 200 شخص قتلوا في القطاع منذ انتهاء الهدنة صباح الجمعة، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى ما يزيد عن 15200 شخص منذ السابع من أكتوبر.
وتتقاذف إسرائيل وحماس المسؤولية عن إنهاء الهدنة، التي أتاحت الإفراج عن أكثر من 100 رهينة مقابل إطلاق 240 سجينا فلسطينيا، إضافة إلى دخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.