المنطقة العازلة في غزة.. أهداف أخرى غير معلنة
مارينا فيكتور مصر 2030رغم إعلان إسرائيل أن هدفها من مخطط إنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة هو منع هجمات الفصائل الفلسطينية من الوصول إليها، فإن الخبراء يرون أن لتل أبيب دوافع أخرى.
وفي تقرير لوكالة "رويترز"، يوم الجمعة الماضية، أكد أنّ إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة وعددا من الدول المجاورة بأنها تعتزم إقامة منطقة عازلة على حدود غزة الجنوبية بعد انتهاء الحرب؛ لمنع خروج هجمات من القطاع باتجاه الإسرائيليين.
الأهداف الحقيقية
وعلق المحللون على الخطة الإسرائيلية بإقامة هذه المنطقة العازلة مؤكدين أنها "لن تنجح".
وأقامت إسرائيل، منطقة عازلة بالفعل من قبل، وكانت تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، والنتيجة في النهاية كانت، "فشل ذريع".
كما أنّ الفصائل الفلسطينية "دائما تبتدع ما تحتاج إليه للوصول إلى إسرائيل، ولديها الآن الأنفاق وطائرات مسيّرة وصواريخ وطائرات شراعية".
ولذلك يرى المحللون أن الأهداف الغير معلنة لدى إسرائيل، تتمثل في السيطرة الفعلية على مسافة من 2- 3 كم داخل غزة، وهذا سيعدّ كارثة؛ فهي بذلك ستقتطع جزءا كبيرا من القطاع وتضمه.
كما أن تهجير الفلسطينيين والطريقة التي تستهدف بها إسرائيل البنية التحتية يوحيان بذلك.
ورغم ذلك، توقّع المحللون أن المخطّط أيضا "سيفشل"، خاصة مع "صمود الشعب الفلسطيني".
الحل سياسي
يذكر أن إسرائيل أقامت منطقة عازلة على الحدود مع لبنان في وقت سابق، لكنها لم تمنع حزب الله بالتأكيد من استهدافها؛ وأقصى ما يمكن أن تفعله المنطقة العازلة في غزة، حسب المحللون، هو "أن تمنع هجوما بريا مثل ما تعرّضت له إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي"، لكن الفصائل الفلسطينية لديها من الصواريخ ما يصل إلى تل أبيب.
عواقب خطيرة من تنفيذ مخطط المنطقة العازلة
ويُحذر خبراء من تبعات اجتماعية واقتصادية صعبة على الفلسطينيين إذا تمّ تنفيذ مخطّط المنطقة العازلة، ومنها تقليص مساحة غزة وهو أمر غير آدمي بالمرة؛ فسكان القطاع يحتاجون إلى ضعف المساحة التي يعيشون فيها لتكون حياتهم آدمي".
كما أن المنطقة الحدودية أيضا أغلبها مزارع صالحة للزراعة، ويستفيد منها أهالي القطاع لتقليل الأزمة الغذائية، وحرمانهم منهم سيُفاقم الأزمة،ومن المتوقع أن يرفض الفلسطينيون والعرب فكرة المنطقة العازلة.
تحذير مصري
انتهت الهدنة المؤقّتة بين إسرائيل وحركة حماس صباح الجمعة 2 ديسمبر، بعد أن استمرت 7 أيام بداية من 24 نوفمبر الماضي.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية، مساء الجمعة، بيانا أدانت فيه انهيار الهدنة وتجدّد القصف الإسرائيلي العنيف على غزة، مُحذرةً من عواقب التهجير القسري للفلسطينيين خارج أرضهم، وسط أحاديث إسرائيلية عن عملية في جنوبي القطاع المتاخم للحدود مع مصر.
من جانبها، تحدّثت وزارة الصحة الفلسطينية عن تزايُد عدد القتلى جراء أعمال القصف الإسرائيلية، قائلة إنه في اليوم الأول لمعاودة القصف قُتل ما يزيد على 100 فلسطيني في عدة غارات.
وأعلنت حركة حماس، مساء الجمعة، قصف مدينة تل أبيب بوابل من الصواريخ، في وقت دوت صفارات الإنذار في المدينة ومناطق واسعة بوسط إسرائيل.