«حرب من نوع آخر».. إسرائيل تُخطط لاغتيال قيادات حماس في لبنان وقطر وتركيا
عبده حسن مصر 2030لم يغفل الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف قيادات الفصائل الفلسطينية وسط هذه الحرب، حيث أفاد مسؤولون إسرائيليون أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تستعد لقتل قادة حماس في جميع أنحاء العالم عندما تنتهي الحرب في قطاع غزة.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية الكبرى تعمل حاليًا على إعداد خطط لمطاردة قادة حركة حماس الموجودين في لبنان وتركيا وقطر، وفقًا لأوامر صادرة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وتُعَدُّ هذه الحملة المحتملة للاغتيال جزءًا من سلسلة العمليات السرية التي تنفذها إسرائيل منذ عقود، والتي أصبحت محورًا للروايات السينمائية والانتقادات الدولية.
فقبل ذلك قام الاحتلال الإسرائيلي بمطاردة وقتل ناشطين فلسطينيين في بيروت وهم يرتدون زي النساء، واستخدمت سيارة مفخخة لاغتيال أحد قادة حزب الله في سوريا، واستخدمت أيضًا بندقية يمكن التحكم فيها عن بُعد لاغتيال عالم نووي إيراني.
ويؤكد الاحتلال الإسرائيلي أن كلاً من قطر ولبنان وإيران وروسيا وتركيا، قدموا دعمًا لحركة حماس، وهي جماعة إرهابية مُصنّفة من قبل الولايات المتحدة، وذلك عبر توفير درجة من الحماية لها على مدى السنوات العديدة.
ولعل إسرائيل في بعض الأحيان امتنعت عن استهداف المسلحين الفلسطينيين لتجنب خلق أزمات دبلوماسية، وهذه الخطط الجديدة تمثل فرصة جديدة لرئيس الوزراء نتنياهو، الذي أصدر أمرًا في عام 1997 بمحاولة فاشلة لتسميم زعيم حماس خالد مشعل في الأردن، وبدلاً من ذلك، أدت هذه المحاولة المُوثَّقة تسجيلًا دقيقًا إلى إطلاق سراح الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين.
وذعر بعض المسؤولين الإسرائيليين من تصريحات نتنياهو في خطابه الذي ألقاه على مستوى البلاد في 22 نوفمبر قلقًا، حيث أبدى نية العمل بشأن الخطط الأخيرة بشكل محدد، مما دفعهم إلى رغبة في أن تبقى هذه الخطط سرية. وصرح نتنياهو في الخطاب بأنه أصدر توجيهات للموساد للعمل ضد قادة حركة حماس في أي مكان يتواجدون فيه.
وفي السياق نفسه، أشار وزير الدفاع يوآف غالانت إلى أن قادة حماس يعيشون في الوقت الضائع وأنه تم وضع علامة خطر الموت على رؤوسهم، مما يعني بدء حملة لمطاردتهم في جميع أنحاء العالم، سواء كانوا إرهابيين في غزة أو مسافرين على متن طائرات فاخرة.
ففي الوقت الذي تعمل إسرائيل عادةً على الحفاظ على سرية هذه الجهود، أظهر قادة الدولة قليلًا من التحفظ في كشف نواياهم لملاحقة مسؤولي الهجوم في 7 أكتوبر، بالشكل نفسه الذي تعاملوا به مع مسؤولي الهجوم الإرهابي الفلسطيني الذي أودى بحياة 11 رياضيًا إسرائيليًا والمدربين في أولمبياد ميونيخ عام 1972.
كما يؤكد المسؤولون أن إسرائيل تعمل بالفعل على استهداف قادة حماس داخل قطاع غزة، ولكن السؤال الآن هو ليس ما إذا كانت ستحاول القضاء عليهم في مناطق أخرى من العالم، وإنما أين وكيف ستنفذ ذلك.
ومن الواضح أن الخطط المتقدمة تمثل استمرارًا لسياسة إسرائيل في غزة، وتعكس نواياها في تجنب تشكيل حماس تهديدًا كبيرًا لأمن إسرائيل مرة أخرى، بالشكل الذي قادت فيه الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا ضد مقاتلي "داعش" الذين أقاموا جيشًا وأعلنوا الخلافة في مناطق من العراق وسوريا.
وتشمل هذه الجهود دراسة إمكانية طرد الآلاف من مقاتلي حماس ذوي الرتب المنخفضة بقوة من غزة كوسيلة لتقليص حدة الصراع.
تحذر الأصوات من أن عمليات القتل المستهدف في الخارج قد تُنتهك القوانين الدولية وتواجه ردود فعل سلبية من الدول التي يتم فيها تنفيذ هذه العمليات بدون موافقتها، ومع ذلك، فإن إسرائيل وغيرها مستمرة في عمليات القتل المستهدف وتتغلب على العواقب المحتملة.
وأفادت مصادر بأن بعض المسؤولين الإسرائيليين رغبوا في شن حملة فورية لاغتيال خالد مشعل وغيره من قادة حماس الذين يعيشون في الخارج، كما كان المسؤولون مستاءين بشكل خاص من مقطع فيديو يظهر مشعل وآخرين من قادة حماس وهم يحتفلون ويصلون في أحد مكاتبهم أثناء مشاهدتهم التغطية الإخبارية لهجمات 7 أكتوبر.