أهداف وتكتيكات جديدة.. ماذا تخطط إسرائيل وحماس بعد انتهاء الهدنة؟
مارينا فيكتور مصر 2030تثار تساؤلات بشأن الأهداف الجديدة لإسرائيل وحركة حماس، وطبيعة المرحلة المقبلة من المعارك بين الجانبين، بعد استئناف الحرب، لاسيما في جنوب قطاع غزة.
وانتهت الهدنة المؤقتة، اليوم الجمعة، التي بدأت في 24 نوفمبر الماضي، وأتاحت إطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، لقاء ثلاثة أضعاف عددهم من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، مقتل أكثر من 100 فلسطيني منذ انتهاء الهدنة المؤقتة، الجمعة.
هل تغيرت أهداف إسرائيل؟
وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عن طبيعة الأهداف الإسرائيلية بعد استئناف الحرب وانتهاء الهدنة المؤقتة.
وأكد أدرعي أن "أهداف إسرائيل من الحرب في غزة لم تتغير"، وهي تتعلق بـ"إعادة المختطفين الإسرائيليين إلى ديارهم، وتفكيك منظومة حماس العسكرية والسلطوية"، بحسب قوله.
وأشار إلى أنه تم إعادة عدد من المختطفين لدى حماس من خلال الهدنة المؤقتة، وبعد استئناف المعارك فسيتم استكمال هذا الهدف من خلال "توجيه ضربات قاسية لحماس".
وتابع، أدرعي: "نريد تفكيك منظومتها (حماس) العسكرية والسلطوية"، مضيفا "هذا هدف ممكن تحقيقه".
والتفكيك يعني "تدمير البنى التحتية العسكرية، وتصفية قيادات الحركة"، وفي شمال غزة تمكنت إسرائيل بشكل "شبه كامل" من تدمير قدرة حماس السلطوية والعسكرية، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وأكد أدرعي على أن "تصفية الجناحين العسكري والسياسي لحماس، هو جزء لا يتجزأ من أهداف إسرائيل من الحرب".
وليس باستطاعة إسرائيل إنهاء حماس عسكريا فهي "ليست جيشا يستطيع الجيش الإسرائيلي تقويض وجوده أو استهدافه بالمعنى العسكري"، وفق المحللون.
وكان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد قال الاثنين الماضي، إن الهدف الإسرائيلي المعلن المتمثل في القضاء على حماس في قطاع غزة "ليس واقعيا"، وذلك في تصريحات صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وشدد على أن "تدمير حماس بمواصلة الحرب لن يحدث أبدا ولن يؤدي إلا إلى تأجيج خطاب التطرف"، مضيفا "نحن بحاجة إلى حل سياسي يضمن أمن الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي".
تكتيكات بالجنوب
يرفض أدرعي الكشف عن "الخطوات والتكتيكات الإسرائيلية بجنوب غزة"، لكنه يقول إن "إسرائيل سوف تتوغل بطبيعة الحال".
وهناك قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة موجودة في منطقة شمال القطاع، وخلال أيام الهدنة "كانت هناك تحركات تكتيكية لتلك لقوات"، بحسب أدرعي.
وتابع أن الهدف "هو تفكيك بنية حماس وعلينا أن نصل إلى تلك الأماكن والمناطق التي تخفي فيها بنيتها التحتية"، مضيفا على أنه "لا بد من استهداف قادة حماس في القطاع لضرب قدرة حماس السلطوية والعسكرية".
في المقابل، يشير العكة إلى أن حماس سوف تمارس "حرب العصابات" في مواجهة الجيش الإسرائيلي.
وسوف تبدأ الحركة بإدخال "قوة النخبة وبعض تشكيلاتها العسكرية بالحرب من أجل الضغط عسكريا على القوات الإسرائيلية المتوغلة في غزة"، وفق حديثه.
وسعت الفصائل الفلسطينية كذلك لدفع الجيش الإسرائيلي للتوغل بالقطاع من أجل "تحييد فائض القوة الذي تمتلكه إسرائيل من طائرات وسلاح مدفعية وصواريخ وغيرها من آلة حربية متطورة"، حسبما يقول المحللون.
جنوب مزدحم بالمدنيين
ونزح 1.7 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دمارا، إلى الجنوب، فيما تضررت أكثر من 50 بالمئة من المساكن أو دمرت بالكامل جراء الحرب وفق الأمم المتحدة.
وخلال الأيام السبعة الماضية، سعى الوسطاء لتمديد الهدنة المؤقتة، في محاولة لتأخير هجوم جوي وبري إسرائيلي على جنوب قطاع غزة الذي بات مكتظا بنازحين من مناطق الشمال، وسط تأكيد إسرائيلي أن غزو الجنوب "أمر لا مفر منه".
وما يثير قلق الدول الغربية هو وجود ما يقرب من مليوني مدني في ملاجئ مكتظة معظمهم في الجنوب، وسط مخاوف من أن يسبب شن هجوم عسكري إسرائيلي واسع على جنوب قطاع غزة كارثة إنسانية جديدة خلال فصل الشتاء البارد الممطر.
تقسيم غزة
ويعترف أدرعي بـ"صعوبة وتعقيد" مهمة ضمان تحقيق الأهداف الإسرائيلية في جنوب غزة، وحماية المدنيين بالوقت ذاته، وهو ما دفع إسرائيل لنشر خارطة البلوكات التي تشكل "تكتيك عمل جديد".
والخريطة لن تكون "الوسيلة الوحيدة" لكنها تساعد الجيش على "ترقيم انتقال المدنيين من منطقة لأخرى حال اللزوم"، وهي كذلك "تسهل فهم الأوامر والمطالبات والمناشدات للحيلولة قدر المستطاع دون إصابة واستهداف المدنيين"، وستكون هناك وسائل أخرى، حسبما يؤكد.
ويوضح أن الأرقام الموجودة في الخريطة تمثل الأحياء السكنية، وقد يطلب من سكان حي معين إخلاءه والتوجه إلى حي آخر، وذلك بحسب متطلبات "المراحل القادمة" من الحرب.
ويقول إن كل رقم يدل على أحد الأحياء المعروفة لدى سكانها، مشددا على أن الهدف من ذلك هو منع حصول إجلاء لمساحات بعيدة، وأن يكون النزوح من حي إلى آخر ولفترات مؤقتة.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 14854 شخصا، بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن إصابة نحو 36 ألف شخص، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، بحسب ما ذكرته السلطات التابعة لحماس قبل انتهاء الهدنة.