«وحدة 8200».. مفاجآت جديدة بشأن هجوم «طوفان الأقصى»
عبده حسن مصر 2030كشفت صحيفة إسرائيلية عن تطور جديد يتعلق بالهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر الماضي، حيث أكدت أن وحدة استخبارات مهمة في الجيش الإسرائيلي لم تكن نشطة خلال تلك الليلة، وذلك بسبب قرار شخصي تم اتخاذه قبل عامين.
ووفقًا لتقرير نُشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن وحدة الاستخبارات العسكرية (8200) كانت غير قادرة على العمل بالقرب من حدود غزة صباح السابع من أكتوبر الماضي، نظرًا لنقص حاد في عدد أفرادها.
ويعود هذا النقص إلى قرار سابق تم اتخاذه من القيادة العليا قبل عامين، حيث تم تخفيض عدد العاملين في الوحدة وتعليق العمل في الورديات الليلية، بالإضافة إلى تقليل العمل في عطلات نهاية الأسبوع.
وبناءً على ما ذكر التقرير، فإن غياب أفراد وحدة الاستخبارات 8200 المسؤولة عن التجسس وفك التشفير على حدود غزة خلال هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حماس على مستوطنات غلاف غزة، أدى إلى فوضى أثّرت على الرد الإسرائيلي وأبطأ من استجابته.
فقبل عامين، قام ضابط عالي المستوى في فيلق المخابرات التابع للجيش الإسرائيلي بتخفيض قوة العمل في وحدة الاستخبارات 8200.
واعتبر أن أساليب جمع المعلومات التقليدية المستخدمة على حدود غزة لم تكن فعّالة في كشف التهديدات المتزايدة من القطاع في الأوقات الحاسمة.
وفي حال كانت الوحدة في وضع عملي ليلة 7 أكتوبر، فإنها لم تكن قادرة على التصدي للهجوم بشكل مباشر، ولكن كان بإمكانها تخفيف حدة التأثير من خلال تزويد الجهات العليا بصورة أكثر وضوحًا حول ما يحدث في غلاف غزة.
وهذا الإجراء كان يمكنه أن يُمكِّن الجيش من تحديد مواقع قوات "كتائب القسام" النخبة خلال تحركها نحو جنوب إسرائيل.
وخلال الأسابيع التي أعقبت الهجوم، أكدت تقارير عدة أن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك أفراد من وحدة 8200، تجاهلوا تحذيرات من تحتهم حول الأنشطة المشبوهة على طول حدود غزة.
ووفقًا لتقرير نُشرته "القناة 12" الخميس الماضي، أشار جنود في الوحدة إلى استعداد حماس لهجوم مُحكم ومُنظم ضد إسرائيل، لكن استجابة القيادة العليا كانت غير متوقعة، إذ اعتبروا تحذيرات الوحدة "مجرد خيال".
بالإضافة إلى التقارير التحذيرية الصادرة عن وحدة 8200، أفاد جنود المراقبة من فيلق الاستخبارات القتالية الذين نجوا من هجوم "طوفان الأقصى" في قاعدتهم في ناحال عوز بأن قادة الصف الأول في أجهزة المخابرات رفضوا تقاريرهم حول نشاط غير عادي على حدود غزة، معتبرينها "روتينية وغير مهمة".
وقبل الهجوم بما لا يقل عن ثلاثة أشهر، أشار جنود إلى معلومات تفيد بأن نشطاء حماس كانوا يجرون دورات تدريبية متكررة في اليوم، وكانوا يقومون بحفر الأنفاق وتمويهها بالمتفجرات على طول الحدود.
ومع ذلك، قام كبار الضباط بتجاهل تلك المعلومات، ولم يأخذوا بعين الاعتبار تحذيرات الجنود أو إبلاغ القيادة العليا.
كما تشير التقارير إلى أن الفشل الذي واجه المخابرات الإسرائيلية قبل السابع من أكتوبر تؤكد تقريرًا نُشرته وكالة رويترز في التاسع من أكتوبر الماضي، حيث أشار إلى أن حماس نفذت استراتيجية ذكية لخداع إسرائيل عمدًا، وقامت بحملة استمرت سنوات لخداع تل أبيب، وتجعلها تعتقد أنها يمكن أن تُسترضى بمكاسب اقتصادية مقابل الحفاظ على الهدوء النسبي.