”أخطر من القصف”.. ما الأمراض التي تهدد أهالي قطاع غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030بسبب الأوضاع الصعبة التي فرضتها الحرب على سكان قطاع غزة، تنتشر أنواع عديدة من الأمراض والأوبئة والتي تهدد حياة الآلاف.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن الأمراض غير المعالجة يمكن أن تقتل في نهاية المطاف عددًا أكبر من الناس في قطاع غزة، مقارنة بعدد من قتلوا جراء الحرب والقصف، مشددة على ضرورة إعادة بناء النظام الصحي في أسرع وقت ممكن.
وتنتشر أمراض الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي على نطاق واسع بين الأطفال في مرافق الأمم المتحدة المكتظة بقطاع غزة، حيث يقيم ما يقرب من 1.1 مليون شخص.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السرطان، لا يتلقون أي علاج.
ويأتي هذا التحذير مع دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس يومها السادس، وسط تقارير عن تمديدها لأربعة أيام أخرى.
1.8 مليون نازح
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.8 مليون شخص في قطاع غزة فروا من منازلهم خلال الأسابيع السبعة الماضية، ويعيش نحو 60 في المئة منهم في 156 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وتواجه مستشفيات غزة، وضعا كارثيا بعد "الأيام الدموية" في القطاع بسبب استمرار القصف الإسرائيلي المكثف، في وقت أفادت فيه تقارير إعلامية عن قصف مناطق قريبة من 3 مستشفيات في القطاع.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارجريت هاريس، في مؤتمر صحفي في جنيف، إن تقييم تلك الملاجئ "وجد تفشيا للأمراض المعدية"، حيث تجاوزت حالات الإسهال بين الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات فما فوق، المستويات الطبيعية بأكثر من 100 مرة، بحلول أوائل نوفمبر.
وأضافت أنه لا يوجد علاج متاح لهم، وبدونه يمكن أن يتدهور وضع الأطفال الرضع على وجه الخصوص، ويموتون بسرعة كبيرة.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن هناك 5 مستشفيات فقط تعمل جزئيا في شمال قطاع غزة، وهي المنطقة التي كانت محور الهجوم البري الإسرائيلي.
وتعمل 8 مستشفيات من أصل 11 مستشفى في جنوب القطاع، حيث توجه النازحون هناك بناء على أوامر من الجيش الإسرائيلي.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن واحدا فقط من تلك المستشفيات لديه القدرة على علاج الحالات الحرجة، أو إجراء عمليات جراحية معقدة.
وحذرت هاريس قائلة: "في نهاية المطاف، سنرى عدداً أكبر من الناس يموتون بسبب الأمراض، أكثر مما نراه حتى من القصف، إذا لم نتمكن من إعادة بناء هذا النظام الصحي".
مخاطر عديدة
ويعاني الأطفال النازحون وأسرهم أيضًا، بسبب عدم توفر المأوى المناسب والملابس التي تحميهم من الطقس الممطر والبارد حاليًا في قطاع غزة.
وخلال الأيام الأربعة الأولى من الهدنة، دخلت 800 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، ووصل بعضها إلى الشمال، وفقا لمسؤولين أميركيين. وهذه زيادة مقارنة بالأيام القليلة السابقة، لكنها لا تزال مجرد جزء صغير من العدد المعتاد.
وتقول وكالات الأمم المتحدة، إنه في مثل هذه الظروف، يجب أن يكون استئناف القتال "أمراً غير وارد"، داعية مرة أخرى إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد تعهد بأن جيش بلاده سيواصل العمل على "تحقيق الأهداف بكامل قوته" عندما تنتهي الهدنة، في إشارة إلى "القضاء على حماس"، وهو الهدف الإسرائيلي المعلن للحرب.
وكانت حماس قد شنت هجمات غير مسبوقة على إسرائيل في السابع من أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال. فيما اختطفت الحركة الفلسطينية حوالي 240 رهينة ونقلتهم إلى قطاع غزة.
وردا على الهجمات، تشن إسرائيل قصفا مستمرا وتوغلا بريا في القطاع، مما أدى إلى مقتل حوالي 15 ألف شخص، أغلبهم مدنيون ونحو 40 بالمئة منهم من الأطفال، وفق سلطات غزة.