كيف عززت استطلاعات الرأي موقف ترامب ووجهت صدمة لـ«بايدن» ؟
عبده حسن مصر 2030تستمر نتائج استطلاعات الرأي للرئيس الأمريكي جو بايدن في التدهور من سيء إلى أسوأ، وفقًا لمقال كتبه ستيفن شيبارد في مجلة "بوليتيكو".
فبدأ شهر نوفمبر بنتائج استطلاع لصحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا تظهر تقدمًا لترامب في أربع من الولايات المتأرجحة الست، ولكن سرعان ما ظهرت مؤشرات أخرى تشير إلى مخاطر انتخابية أكبر لصالح بايدن.
وتظهر الأرقام أن مكانة الرئيس بايدن في المواجهات المباشرة مع ترامب تراجعت هذا الشهر في 11 من أصل 13 استطلاع رأي أجرته نفس المؤسسات مقارنة بالاستطلاعات السابقة.
ورغم أن معظم التغييرات تأتي من ناخبين يتخلون عن دعمه لبايدن - والذين قد يظلون مترددين دون دعم لترامب - إلا أن الرئيس السابق ترامب بدأ أيضًا يكتسب زخمًا.
حيث أصبحت حصته من الأصوات في متوسط الاستطلاعات الوطنية أعلى من أي وقت خلال السنة الماضية.
والبيانات على مستوى الولاية تظهر تحولات ملحوظة، بالإضافة إلى استطلاعات الرأي التي أجرتها "نيويورك تايمز" خلال العشرة أيام الماضية، أظهرت استطلاعات أخرى تقدم ترامب بثماني نقاط في أريزونا وخمس نقاط في ميشيغان.
تراجع بايدن الأخير يُعتبر نقطة التقاء بين تسرّب لدى فئات انتخابية ديمقراطية موثوق بها، مثل الناخبين الشباب واندلاع الحرب في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى صعود مرشحين مستقلين أو من أحزاب ثالثة الذين قد يسحبون الأصوات من كل من بايدن وترامب.
واستطلاع "إن بي سي نيوز" هذا الأسبوع كشف عن نتيجة مُذهلة: تقدم ترامب على بايدن بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا بنسبة 46 في المئة مقابل 42 في المئة لصالح بايدن.
فبالرغم من أن هذه النتائج كانت ضمن هامش الخطأ المرتفع لهذه المجموعة الصغيرة، فإن استطلاعات أخرى تُظهر سباقًا متقاربًا بين ترامب وبايدن لدى فئة الناخبين الشباب.
حيث تظهر استطلاعات رأي أخرى تقدمًا بفارق ضئيل بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، مثل استطلاعات الرأي من مورنينغ كونسالت (بايدن +2)، وفوكس نيوز (بايدن +7)، وجامعة كوينيبياك (بايدن +9)، ويرغب ترامب في جميع هذه الاستطلاعات.
وعلى الرغم من أن استطلاعات قليلة تشير إلى تقدم بايدن بين الناخبين الشباب يقترب من هوامشه في عام 2020، إلا أن هذا يعتبر استثناءًا وليس قاعدةً عامة.
فهناك جدل حول ما إذا كان ترامب يحقق فعلا اختراقا مع الناخبين الأصغر سنا، أو إذا كانت هذه الأرقام تعتبر تحيزًا في الاستطلاعات.
وتتداول إحدى النظريات الشائعة فكرة أن الشبان الليبراليين الذين قد لا يكونون متحمسين لبايدن وحزبه نتيجة دعمهم لإدارته لإسرائيل في صراعها مع حماس، قد لا يشاركون في الاستطلاعات الرأي حالياً، حتى لو كانوا سيصوتون له في الانتخابات المقبلة.
فبايدن، الرئيس الأكبر سناً في التاريخ، لم يحقق نتائج جيدة بين الناخبين الأصغر سناً.
ويُعتبر استخدام الاستطلاعات الهاتفية - التي أُجريت جميعها هاتفياً باستثناء استطلاع مورنينغ كونسالت - طريقة صعبة للوصول إلى الشبان.
كما تراجعت الأرقام لصالح بايدن وارتفعت لصالح ترامب، لقد انخفض معدل الموافقة على أداء بايدن إلى 38% هذا الشهر، وهو أدنى مستوى له منذ يوليو 2022، بالمثل وصل متوسط ريل كلير بوليتيكس لصالح بايدن إلى 40% هذا الشهر، وهو أدنى قراءة له منذ أغسطس 2022.
وفي المقابل، زادت أرقام ترامب، ليس فقط كسر نسبة 46% في الموافقة على أدائه لأول مرة هذا الشهر، بل تجاوز هذا الأسبوع 47%، مما يُعادل تقريبا حصته من الأصوات في انتخابات 2020.
غالبية استطلاعات الرأي التي تظهر فوز ترامب لا تشمل الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم، ولكن حتى استطلاعات الرأي التي تشير إلى وجود ناخبين لم يحسموا أمرهم تظهر تقدما لصالح ترامب، مثل استطلاع فوكس نيوز (50% مقابل 46%).
ومن المعتاد ربط أي تغيير في أرقام استطلاعات الرأي للرئيس بالأحداث الإخبارية الأخيرة، مثل حرب إسرائيل مع حماس، ولكن بالنسبة لبايدن، الواقع أكثر تعقيدًا بعض الشيء.
وتظهر متوسطات "فايف ثيرتي أيت" انخفاضًا مستمرًا إلى حد ما في تقييم أداء بايدن، حيث يعود تاريخ بداية هذا الانخفاض في ريل كلير بوليتيكس إلى أبريل، وفي "فايف ثيرتي أيت" إلى مايو.
وفي المقابل، يظهر متوسط التصنيف الإيجابي لترامب ارتفاعًا متواصلًا خلال الشهرين الماضيين، حيث ارتفع من 39% في الأول من سبتمبر إلى 42% حسب موقع "فايف ثيرتي أيت".
الأخبار السيئة لبايدن لا تقتصر فقط على استطلاعات الرأي الوطنية، فعلى الرغم من الحملة الإعلانية المستمرة لتعزيز أرقام الرئيس لمدة ثلاثة أشهر، إلا أنه منذ منتصف أغسطس، تراجعت إنفاقات بايدن واللجنة الوطنية الديموقراطية على الإعلانات التلفزيونية في الولايات المتأرجحة، مما قد يكون له تأثير على النتائج.
والوضع لا يبدو مشجعًا حيث يظهر تقدم ترامب على بايدن في عدة استطلاعات رأي وطنية وولاياتية. وفي استطلاعات نيوبل بريديكتيف إنسايتس وإبيك أم آر أي في أريزونا، يظهر ترامب تقدمًا بين 5 و 8 نقاط.
هذه النتائج تشير إلى استمرار التحديات التي يواجهها بايدن في الاستحقاقات القادمة وكذلك الاتجاه المتزايد لصالح ترامب، مما يشير إلى أن السباق الانتخابي يظل متقاربًا ومتنافسًا في الولايات الحاسمة.
ومن المدهش أن أرقام الاستطلاعات السلبية لبايدن تأتي في منافسة مباشرة مع ترامب، دون أن تدرج مرشحين ثالثين قد يؤثرون على الديناميات الانتخابية.
وعدم تضمين مرشحين مستقلين مثل روبرت إف كينيدي جونيور وكورنيل ويست أو جيل ستاين في استطلاعات الرأي يُظهر نقصًا في الأدلة لتقييم تأثيرهم.
فعند إدراج أسماء المرشحين المستقلين، يُظهر معدل ريل كلير بوليتيكس فارقًا أقل بين ترامب وبايدن، ولكن يزداد الفارق قليلًا عندما يتم إدراج مرشحين آخرين كويست وويست.
وهذه الإشارات المتضاربة تظهر أنه لا يمكن الجزم حاليًا بكيفية تغيير المرشحين المستقلين والطرف الثالث ديناميكيات السباق الانتخابي بين بايدن وترامب.
ومن الواضح أن تراجع بايدن ليس ناتجًا عن ترشح مرشحين ثالثين حاليًا، مثل جو مانشين، ولكن من المحتمل أن تزيد صعوبات تعافيه إذا استطاع المرشحون المستقلون جذب دعم كبير من مجموعات مثل الناخبين الشباب.
هذه الديناميات تظهر تحديات إضافية لبايدن وترامب وتظهر الضغوط التي يمكن أن تواجههم في المرحلة الانتخابية.