على غرار ”غزة”.. إبادة جماعية في السودان تُثير المخاوف وتُنذر بكارثة
مارينا فيكتور مصر 2030سيطرت الحرب في غزة على كل الاهتمام، وانشغل الجميع بالجرائم الوحشية والبربرية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، فيما تتم جريمة إبادة جماعية أخرى بالسودان، بسبب الصراع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
أعداد القتلى ومشاهد الجثث المتحللة في العراء، والدماء التي تسيل وتغرق شوارع السودان الطيب المكلوم، تدمى القلوب.
وحولت الدماء الغزيرة التي تسيل في الشوارع، وحالة الفوضى العارمة، السودان لدولة فاشلة، إذ بلغ الوضع في السودان نقطة «الشر المطلق»، وفق ما وصفه أحد المسؤولين بالأمم المتحدة.
ووصلت الأحداث الدامية، والعنف المستشري في السودان إلى مرحلة الإبادة على أساس عرقي وقبلي في دارفور، وهى نفس حرب التصفية والإبادة في غزة، ولكن الفارق بينهما أن الإبادة في غزة على يد محتل غاشم، بينما حرب الإبادة في السودان للأسف على يد أبناء الوطن الواحد، وتحركها أطراف خارجية
كارثة أمنية وإنسانية جديدة في إقليم دارفور
وكان قد حذر مراقبون من كارثة أمنية وإنسانية جديدة في إقليم دارفور بغرب السودان المأزوم منذ العام 2003؛ وذلك في ظل تزايد حدة التحشيد والتحشيد المضاد حول عاصمة شمال الإقليم "الفاشر" المحاصرة منذ أكثر من ثلاث أسابيع.
وتعتبر "الفاشر" آخر أهم مدن الإقليم التي لم تسقط في يد قوات الدعم السريع التي تتقاتل مع الجيش منذ منتصف أبريل.
وتزايدت المخاوف من تفاقم الأوضاع الأمنية؛ وسط حالة من التشظي الكبير في أوساط الحركات المسلحة وتمدد قوات الدعم السريع التي تسيطر على نحو 80 في المئة من مناطق الإقليم.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية سيطرت قوات الدعم السريع على عدد من المدن الاستراتيجية في الإقليم، الذي تبلغ مساحته 493 ألف كيلومتر مربع، ويقطنه 6 ملايين نسمة؛ ويربط حدود السودان بكل من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.
وتزامنا مع تقدم قوات الدعم السريع نحو مدينة الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور، برزت خارطة تحالفات واصطفافات جديدة في أوساط الحركات المسلحة التي تشظت إلى نحو 87 حركة خلال السنوات الماضية.
وإضافة إلى تشظي الحركات المسلحة؛ يثير انتشار أكثر من مليوني قطعة سلاح في أيدي السكان مخاوف كبيرة، ويلقي ظلالا قاتمة حول مستقبل الإقليم.
تطورات مخيفة داخل دارفور
ومنذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل التزمت الكثير من الحركات الدارفورية الصمت والموقف الحيادي، لكن سرعان ما تغير ذلك الموقف.
ففي حين أعلن جبريل إبراهيم ومني أركي مناوي زعيما حركتي "العدل والمساواة و"تحرير السودان" في مؤتمر صحفي عقداه في بورتسودان بشرق البلاد الاصطفاف مع الجيش؛ قالت فصائل مسلحة تتبع لهما وتعمل داخل الإقليم ضمن القوى المشتركة التي تشكلت عقب توقيع اتفاق السلام السوداني في أكتوبر 2020؛ إنها ستنسق عملياتها الأمنية مع قوات الدعم السريع.
ومع تزايد حدة الاصطفافات، تتركز المخاوف حول احتمال انفجار الأوضاع للدرجة التي تؤدي إلى المزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية.
يشار إلى أن إقليم دارفور يشهد حربا هي الأطول في القارة الأفريقية واستمرت منذ العام 2003 وأدت إلى مقتل 300 الف شخص وتشريد الملايين.
وتتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية بشكل خطير في معظم مناطق الإقليم وسط تقارير تشير إلى ارتفاع عدد القتلى خلال الأشهر السبع الماضية إلى أكثر من 5 آلاف قتيل بينهم عدد كببر من الأطفال والنساء، مما أدى إلى نزوح نحو مليون شخص إلى دولة تشاد المجاورة وعدد من المناطق الداخلية في الإقليم.