سياسيًا وعسكريًا.. ما المكاسب التي تحققها روسيا من حرب غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030تعتبر روسيا من أكثر المستفيدين من الأحداث الجارية الآن في غزة، إذ باتت تدرك أهمية الفرصة السانحة بانشغال الولايات المتحدة الأمريكية وقوى الغرب بحرب غزة عن مواصلة الدعم المقدَّم إلى أوكرانيا.
كما أن موسكو مستفيدة بشكل كبير من الحرب في غزة لتثبيت أقدامها في أوكرانيا وبلوغ أقصى كم ممكن من المكاسب السياسية والعسكرية بأقل كلفة ممكنة.
مكاسب روسيا
لدى روسيا العديد من المكاسب من اندلاع هذه الحرب كونها باتت تملك حاضنة سياسية للانتشار وإثبات قوّتها في منطقة الشرق الأوسط بالشراكة مع الصين، الذي يشكِّل كماشة على نفوذ أمريكا بالمنطقة الشرق أوسطية.
وهناك تفسيرات بأن تأخير عمليات الهجوم الإسرائيلي الشامل في الأراضي الفلسطينية يرتبط برغبة واشنطن في عدم خسارة حظوظها في الشرق الأوسط.
وبحسب الخبراء، تمثلت المكاسب في النقاط التالية:
تخفيف الضغط عن الجبهة العسكرية الروسية مع تخفيف حدة المساعدات الغربية والأمريكية.
تفريغ الملعب الأوكراني أمام روسيا يعزز فرصها في فرض "سلام القوة" دون أي تنازلات.
إطلاق يد الصين في ملف تايوان مع انشغال القطب الأمريكي بحرب غزة ودعم إسرائيل.
تزايُد الضغط على واشنطن في العواصم الغربية قبل الشرق أوسطية الرافضة لسياساتها المساندة لإسرائيل وقتل المدنيين.
ويقول خبراء في السياسة في روسيا والغرب إن بوتين يحاول استغلال حرب إسرائيل ضد حماس كفرصة لتصعيد ما وصفها بأنها معركة وجودية مع الغرب من أجل فرض نظام عالمي جديد ينهي الهيمنة الأميركية لصالح نظام متعدد الأطراف يعتقد أنه يتشكل بالفعل.
وكان قد ألقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالمسؤولية فيما يحدث بقطاع غزة على الولايات المتحدة.
وقال بوتين وقتها لرئيس الوزراء العراقي: "أعتقد أن كثيرين سيتفقون معي على أن هذا مثال واضح على السياسة الفاشلة التي تنتهجها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتي حاولت احتكار عملية التسوية".
وكتب سيرجي ماركوف المستشار السابق في الكرملين في مدونته موضحا موقف بوتين وحاجته ليميز نفسه على الساحة، قائلا: "تدرك روسيا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمان إسرائيل بشكل كامل، لكنهما يجسدان الشر الآن ولا يمكن أن يكونا على حق بأي شكل من الأشكال".
وذكر ماركوف مستشار الكرملين أن روسيا تعتبر أزمة غزة فرصة لتعزز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال تصوير نفسها كصانع سلام محتمل له علاقات مع جميع الأطراف.
وعرضت موسكو استضافة اجتماع إقليمي لوزراء الخارجية، وقال بوتين إن روسيا في وضع جيد يُمكنها من المساعدة.
وقال ماركوف إن هناك فوائد اقتصادية محتملة أيضا بالإضافة إلى ميزة سحب الغرب الموارد المالية والعسكرية من أوكرانيا.