في ظل غياب الإثباتات الإسرائيلية بشأن الشفاء.. هل ينمي المطالبات لوقف إطلاق النار؟
عبده حسن مصر 2030بعد مرور عدة أيام على دخول القوات الإسرائيلية إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، يستمرون حتى اليوم في البحث عن دليل يشير إلى أن المستشفى يعتبر مركزاً قيادياً لحركة حماس.
ووفقاً لشبكة "بي بي سي" البريطانية، لم يُجرَ أي تدقيق مستقل داخل المستشفى، حيث يُعرَقل حركة الصحفيين بحريتهم داخل غزة، ويجبر أي مراسل يُغطي الأحداث من الموقع على العمل تحت إشراف جيش الاحتلال
وأشارت الشبكة إلى أن "الأدلة التي قدمتها إسرائيل حتى الآن، غير مقنعة من حيث طبيعة الخطاب المستخدم من قِبل الإسرائيليين حول تجهيزات المستشفى، حيث أشاروا إلى أنها كانت مركزًا عصبيًا لعمليات حماس".
وأوضحت الشبكة أيضًا أنه "إذا كان هناك مركز عصبي في المستشفى - وكانت هناك تكهنات حول ذلك منذ عام 2014 - فإن الإسرائيليين لم يكشفوا بعد عن دليل قاطع يثبت وجوده للجمهور العام".
كما أشارت الشبكة إلى أن من بين العناصر التي عُثر عليها في المستشفى بعض بنادق الكلاشينكوف، المعروفة في الشرق الأوسط، ومدخل نفق شائع في غزة، بالإضافة إلى بعض الأزياء العسكرية وسيارة مفخخة.
وأكدت أن "اكتشاف وإثبات وجود مقر رئيسي لحماس تحت المستشفى لا يزال ممكنًا بالطبع".
وأوضحت أيضًا أنه "في نهاية المطاف، تم بناء المستشفى من قِبل الإسرائيليين في السبعينيات خلال فترة سيطرتهم الكاملة على المنطقة، وهو موقع كبير يحتاج إلى جهود دقيقة ووقت للتحقيق فيه".
وتابعت "بي بي سي" إلى إمكانية أن يكون الإسرائيليون قد اكتشفوا شيئًا في المستشفى، ولكن قرروا عدم الكشف عنه لأسبابهم الخاصة، سواء لأسباب عسكرية أو أمنية.
وأضافت أن "السبب وراء ذلك غير واضح، فإسرائيل تولي اهتماما كبيرا لمستشفى الشفاء".
ومنذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، حين شنت حماس هجومًا مفاجئًا أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين الإسرائيليين، أكدت حماس أن الوصول إلى المستشفى هو أحد أهدافها الرئيسية.
وأوضحت الشبكة أن إثبات استخدام حماس للمرافق الطبية في غزة لتنفيذ عملياتها يشكل هدفًا أساسيًا لإسرائيل، وهو اتهام نفته حماس مرارًا وتكرارًا.
وأشارت إلى أن المبرر الرئيسي الذي تقدمه إسرائيل لقتل عدد كبير من الأشخاص في غزة - أكثر من 11500 شخص خلال أكثر من شهر وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع - هو ادعاؤها بأن حماس استخدمتهم كدروع بشرية.
وأدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات تدعي فيها وجود مركز قيادة عسكري لحماس في المستشفى.
كما أشار إلى وجود "مؤشرات قوية" على احتجاز رهائن في المكان بعد العثور على جثة يهودية اختطفت من منزلها في بلدة بئيري بالقرب من حدود غزة، وتم العثور عليها في منزل قريب من مستشفى الشفاء.
ووفقًا للتقارير، إذا لم يتم العثور على دليل قوي يؤكد وجود مقر لحماس في المستشفى أو في أي مكان آخر، فإن الضغوط التي يفرضها المجتمع الدولي على إسرائيل لقبول التفاوض حول وقف إطلاق النار ستتزايد.
وأشارت الشبكة إلى أن إسرائيل قتلت عددًا كبيرًا من المدنيين في غزة خلال الـ 42 يومًا الماضية، مما زاد من المخاوف في الولايات المتحدة حول الطرق التي تتبعها إسرائيل.
والتطور الجديد الذي يثير الاهتمام هو تصريح "الحكماء"، وهم مجموعة تضم رؤساء وزراء وقادة دوليين من مختلف أنحاء العالم، حيث أصدروا بيانًا يدينون فيه حماس وفي الوقت ذاته يعبرون عن رفضهم لتدمير غزة وقتل المدنيين، مشيرين إلى أن تلك الأعمال لا تمت للقبول.
وأضافوا أن تلك الأعمال ستزيد من حدة الإرهاب داخل المنطقة وخارجها، مع التأكيد على عدم وجود حل عسكري للصراع.
وأشارت الشبكة إلى أن الإسرائيليين يشعرون بزيادة الضغوط المطالبة بوقف إطلاق النار، ومع زيادة التساؤلات حول الاستراتيجية الإسرائيلية، فإن هذه الضغوط ستشتد.
وتابعت، هذا لن ينتهي بسهولة. لا أعتقد أنه ستكون هناك لحظة واضحة تستطيع فيها إسرائيل أن تقول إنها أنجزت المهمة ويمكنها مغادرة غزة، ولا يبدو أن الحكومة لديها خطة لليوم التالي، كانت من بين التصريحات المذكورة.
وأوضحت الشبكة أن أي إجراء يتخذه الإسرائيليون في مكان شهد مستويات كبيرة من القتل والدمار سيجعلهم في مواجهة تعامل مع أكثر من مليوني شخص سيكونون غاضبين منه. ومن المحتمل أن يواجهوا تمردًا، اعتمادًا على مدى بقائهم.