«عنف جنسي وإبادة جماعية».. تحذيرات من تكرار سيناريو «الشر المطلق» في السودان
عبده حسن مصر 2030حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة من أن العنف ضد المدنيين في السودان "يقترب من الشر المطلق"، مع تصاعد القتال بعد مرور سبعة أشهر على بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان: "نحن نقول باستمرار أن الوضع مروع وكئيب لكن بصراحة، لا نملك الكلمات لوصف رعب ما يحدث في السودان".
وأوضحت: "ما زلنا نتلقى تقارير مروعة ومستمرة عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل".
وتابعت: "ما يحدث هو شر محض"، مشيرة إلى وجود تقارير عن تعرض فتيات صغيرات للاغتصاب أمام أمهاتهن، وقالت إنها تشعر بالقلق من خطر تكرار الإبادة الجماعية التي وقعت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في هذه المنطقة بغرب السودان.
ومنذ أبريل الماضي، تخوض القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان حربا مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وجود تقارير تفيد بمقتل أكثر من 800 شخص على يد الجماعات المسلحة في أردمتا بغرب دارفور، وهي المنطقة التي كانت حتى الآن أقل تأثراً بالنزاع.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة وليام سبيندل: "لقد تلقينا هذه التقارير من الوافدين الجدد إلى تشاد، وهم لاجئون فارون من منطقة دارفور، ويتحدثون عن ميليشيا مسلحة تنتقل من منزل إلى منزل وتقتل الرجال والصبيان"، مضيفًا: "ورد أن عمليات القتل هذه حدثت في الأيام القليلة الماضية".
وتضم أردمتا، من بين أشياء أخرى، مخيمًا للنازحين داخل السودان، حيث قالت المفوضية إن ما يقرب من 100 مأوى قد تم تدميره بالكامل. كما حذرت في بيان لها من حدوث عمليات نهب واسعة النطاق، بما في ذلك مواد الإغاثة التابعة للمفوضية.
وكرر رئيس المفوضية، فيليبو غراندي، تحذير نكويتا سلامي من خطر تكرار الفظائع التي اندلعت قبل عقدين من الزمن عندما أطلقت حكومة عمر البشير ميليشيا الجنجويد رداً على انتفاضة المتمردين.
وقال غراندي في بيان: "قبل عشرين عاماً، صدم العالم من الفظائع الفظيعة وانتهاكات حقوق الإنسان في دارفور.. نخشى أن تتطور ديناميكية مماثلة."
وأوضحت المفوضية إنها تستعد لتدفق جديد للاجئين من المنطقة إلى تشاد، التي تستضيف بالفعل مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين.
وقُتل أكثر من 10 آلاف شخص في الصراع السوداني حتى الآن، وفقًا لتقدير متحفظ صادر عن مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها.
لكن جماعات الإغاثة والمسعفين حذروا مرارا وتكرارا من أن العدد الحقيقي يتجاوز الأرقام المسجلة، حيث لم يصل العديد من الجرحى والقتلى إلى المستشفيات أو المشارح.
وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من 4.8 مليون شخص داخل السودان وأجبرت 1.2 مليون آخرين على الفرار إلى البلدان المجاورة، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.