الخيط الفاصل بين الموت والحياة.. ماذا تعرف عن «وادي غزة»؟
مارينا فيكتور مصر 2030تنبعث رائحة الحرب من "وادي غزة"، والذي أصبح خيط فاصل بين الحياة والموت، بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة.
فمع اندلاع الحرب، في السابع من أكتوبر الماضي، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان مدينة غزة وشمالها بالتوجه إلى جنوب الوادي، المنطقة التي صنفها بأنها "الآمنة" وأنه بإمكانهم الحصول على الماء والغذاء.
لكن قطاع غزة كان تحت قصف إسرائيلي بلا هوادة، في الشمال والوسط والجنوب، أوقع آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، في مشهد سلّط الضوء على هذا الوادي.
ماذا تعرف عن وادي غزة؟
يعتبر وادي غزة من أهم الأراضي الرطبة الساحلية الواقعة في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي غنية بالتنوع البيولوجي (النباتي والحيواني).
واعترافا بأهميته كمنطقة طبيعية وباعتباره الأراضي الرطبة الوحيدة في فلسطين، تم إعلان وادي غزة كمحمية طبيعية في يونيو 2000.
وعلى مدى العقود القليلة الماضية، وعلى الرغم من إعلان الفلسطينيين أن الوادي محمية طبيعية، إلا أنه أصبح ملوثا بشدة.
ومع تراكم القمامة وتدفق رائحة مياه الصرف الصحي عبرها، ابتعد السكان عن المكان.
وفي محاولة لإنقاذ المشروع، وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خطة مشروع ترميم الوادي البالغة قيمتها 66 مليون دولار، على أمل تحويله من مكب للنفايات والصرف الصحي إلى محمية طبيعية نابضة بالحياة.
الموقع الجغرافي
ينبع وادي غزة من تلال النقب داخل إسرائيل والمرتفعات الجنوبية لمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
يبلغ طول الوادي من منبعه حوالي 105 كيلومترات، ولمسافة تسعة كيلومترات عبر قطاع غزة إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث يصب في البحر.
في غزة، يمتد الوادي من الجنوب الشرقي لمخيم البريج وسط قطاع غزة، ومن الجنوب الغربي مخيم النصيرات، ومن الشمال حيث مدينة الزهراء الملاصقة له والتي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
أقصى ارتفاع للوادي هو 30 مترا فوق مستوى سطح البحر، وينخفض إلى مستوى سطح البحر حيث يصل إلى البحر الأبيض المتوسط.
وتتمركز الروافد المغذية لوادي غزة في المناطق الجبلية الوسطى، والمرتفعات المنخفضة شمال النقب، والأجزاء الغربية والجنوبية الغربية من جبال الخليل.
مخاطر تهدد جيران الوادي
تشير الدراسات إلى أن هناك حاجة ملحة لحماية وادي غزة والمجتمعات النباتية المحيطة به حيث تحتوي هذه الموائل على أعلى قيمة للنباتات والحيوانات.
وتقول الأمم المتحدة إن التهديدات التي تتعرض لها هذه الموائل شديدة للغاية، حيث يواجه وادي غزة العديد من المشاكل البيئية التي تؤثر على الصحة العامة ويستخدم كنقطة لتجميع مياه الصرف الصحي من مخيمات اللاجئين في المنطقة الوسطى وكموقع لدفن النفايات الصلبة.