25 طنا من القنابل ابتلعتها الأرض ودعوات إسرائيلية لإلقاء قنبلة ذرية.. غزة تواجه سيناريو ”هيروشيما”

تجاوزت أضرار القنابل التى أسقطها الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة حجم الأضرار مقارنة بما حدث فى هيروشيما باليابان خلال الحرب العالمية الثانية.

جاء ذلك وفق مقارنة تحدث عنها رئيس الوزراء الماليزى، أنور إبراهيم خلال مؤتمر صحافى مع نظيره اليابانى فوميو كيشيدا اليوم الأحد.

وبالفعل، فإن تشبيه الوزير الماليزى ليس مبالغا به، فقد أكده كذلك منشور المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، الذى أوضح فى تغريدة على منصة "إكس" أن القنابل التى ألقيت على غزة كانت قوتها 1.5 مرة قوة انفجار هيروشيما.

وأضاف أن 25 طنا من القنابل أسقط على غزة فى الفترة الواقعة بين 7 أكتوبر و2 نوفمبر الجارى، فيما أسقط 15 طنا من القنابل على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.

مقتل أكثر من 9 آلاف

وأدى القصف حتى يوم أمس إلى مقتل 9681 شخصا منهم 4053 طفلا و2570 امرأة فيما أصيب 26990 ويرزح تحت الأنقاض 2219 شخصا بحسب المرصد الأورومتوسطى.

كذلك أدى القصف العنيف وغير المسبوق إلى نزوح حوالى 15 ألف إنسان، ودمار 84100 وحدة بشكل كامل، وتضرر 146100 وحدة سكنية بالإضافة إلى عشرات المبان التى تشكل المدارس والمستشفيات والمنشآت الصناعية.

وقبل 75 عاما أطلقت طائرة حربية أمريكية من طراز B-29 سلاحا جديدا مرعبا على هيروشيما حيث محت القنبلة النووية المدينة، وأودت بحياة ما يقدر بنحو 70,000 شخص على الفور وخلفت عشرات الآلاف يعانون من إصابات مروعة.

140 ألف قتيل

وأعداد القتلى المسجلة هى مجرد تقديرات، لكن يعتقد أن نحو 140 ألفا من سكان هيروشيما، البالغ عددهم 350 ألفا قد قتلوا، وأن نحو 74 ألفا آخرين على الأقل لقوا حتفهم فى ناغازاكى.

فيما بلغ وزن قنبلة اليورانيوم التى أسقطت على هيروشما 4500 كيلوغراما وبقوة 15000 طن من مادة تى إن تى. ودمرت القنبلة 5 أميال مربعة من المدينة.

سيناريو مشابه ينتظر غزة

ومن الواضح أن سيناريو هيروشيما قد يتكرر مرة أخرى فى غزة، إذ قال وزير التراث الإسرائيلى عميحاى إلياهو، فى مقابلة إذاعية صباح الأحد، إن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة "خيار مطروح".

وعند سؤاله عن مصير المحتجزين لدى حركة حماس، ذكر: "دماؤهم ليست أهم من دماء الجنود الإسرائيليين".

لكنه تدارك بعد فترة قصيرة، ونشر فى حسابه الرسمى على منصة "إكس" توضيحات، جاء فيها أن تصريحه كان "مجازيا".

وأوضح وزير التراث الإسرائيلى: "لا يخفى على كل العقلاء أن التصريح بشأن القنبلة النووية كان مجازيا".

وأضاف: "ومع ذلك، فإن الإرهاب يتطلب بالتأكيد ردا قويا وغير متناسب، وهو ما سيؤكد للنازيين ومؤيديهم أن الإرهاب لا يستحق العناء".

وتابع: "هذه هى الصيغة الوحيدة التى يمكن للدول الديمقراطية استخدامها للتعامل مع الإرهاب. وفى الوقت نفسه من الواضح أن دولة إسرائيل ملتزمة ببذل كل ما فى وسعها لإعادة الرهائن سالمين معافين".

وينتمى إلياهو إلى حزب "قوة يهودية"، الذى يتزعمه وزير الأمن الوطنى اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير.

نتنياهو يدخل على الخط

قرر نتنياهو تعليق مشاركة إلياهو فى اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر، وقال إن هذه التصريحات "منفصلة عن الواقع".

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت التصريحات ذاتها بـ"الافتقار للمسؤولية"، معتبرا أنه "من حسن الحظ أن إلياهو ليس من المكلفين بأمن إسرائيل".

نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن أهالى المحتجزين قولهم بشأن كلام إلياهو، إنه "تصريح صادم يتعارض مع مبادئ الأخلاق والضمير".