بعد استهدافها.. ماذا تعرف عن مدينة السمارة المغربية؟
علي حسين مصر 2030تصدرت مدينة السمارة المغربية وسائل الإعلام خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد استهداف المدينة من قبل جبهة البوليساريو.
من هنا بدأت محركات البحث تزيد من أجل معرفة كافة التفاصيل حول تلك المدينة.
تفجيرات مدينة السمارة
تداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا الإعلام المغربي، أن السلطات المغربية تلقت بلاغاً عن تفجيرات حدثت في مدينة السمارة المغربية.
حيث أعلنت السلطات مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في أربعة انفجارات بمدينة السمارة في الصحراء الغربية الخاضعة لسيطرة المغرب، ليل السبت ـ الأحد.
ولم تكشف السلطات المغربية مصدر الانفجارات أو طبيعتها معلنة فتح تحقيق في الحادثة.
البوليساريو وراء الحادث
صرحت جبهة البوليساريو، أمس الأحد، بأن مقاتليها "شنوا هجمات جديدة" ضد القوات المغربية المتمركزة في مناطق بالصحراء الغربية، وذلك بعد ساعات من إعلان مغربي عن تسجيل انفجارات بمدينة السمارة.
وأوضحت الجبهة في بيان نقلته وكالة الأنباء الصحراوية، مساء الأحد، أن الهجمات التي استهدفت مناطق المحبس والسمارة والفرسية "خلفت خسائر فادحة في ثكنات وتخندقات العدو".
مدينة السمارة المغربية
هي مدينة مغربية وعاصمة إقليم السمارة في جهة العيون الساقية الحمراء.
سبب تسميتها
سميت المدينة باسم السمارة لكثرة تواجد نبات السمر على طول وادي سلوان.
تاريخ المدينة
شيدت مدينة السمارة على يد الشيخ ماء العينين، ويظهر من هذا أن الشيخ ماء العينين اختار لهذا المشروع الحضاري موقعا استراتيجيا مهما في خريطة هذه المنطقة، وخريطة المغرب بصفة عامة، فقد أقام عاصمته في قلب الصحراء بعيدا عن أخطار المحيط وما تخبئه من مفاجآت، قريبا من نقط الماء، وما تمنحه من أمل في الحياة، تتوسط الصحراء وتطل على «تندوف»، وتراقب عن كثب ما يحدث في «آدرار» و«شنقيط»، وتقف حصنا منيعا ودرعا واقيا في وجه كل من تسول له نفسه الانقضاض على المغرب. وبصفة عامة فقد ورثت هذه المدينة ماضي المنطقة بكامله، فواصلت رسالتها الوسيطية، ولكن في شكل جديد، ينبني على أسس جديدة تقوم على الاستقرار، وفي شروط تاريخية جديدة تتسم بالقلق والخوف.
واكتسبت مدينة السمارة مكانة بارزة في تاريخ المغرب، باعتبارها نقطة استراتيجية، وصلة وصل بين شمال المملكة المغربية وجنوبها، مما جعلها تحظى على الدوام باهتمام ملوك الدولة العلوية، حيث اتخذها السلطان الحسن الأول معقلا للجهاد، وقاعدة خلفية لصد أطماع المعتدين على المناطق الجنوبية للمملكة المغربية. وهذه المكانة المتميزة جعلتها محط أطماع الدول الأوروبية (فرنسا وإسبانيا)، التي اصطدمت بمقاومة باسلة من طرف قبائلها المتاخمة بزعامة قبائل: «الرقيبات»، و«أهل الشيخ ماء العينين»، و«العروسيين»، و«آيت أوسى»، وغيرهم من القبائل الصحراوية.
ومن بين المعارك التي تكبد فيها المستعمر الفرنسي خسائر فادحة بهذه المنطقة نذكر على سبيل المثال لا الحصر: «معركة السمارة» في شهر يناير 1957، و«معركة مركالة» عام 1957، و«وادي الصفا» سنة 1958، و«معركة سيدي أحمد العروسي» في نفس السنة.
أهمية المدينة
تشكل مربط الجهاد ومرحلة مهمة في طريق القوافل، هاهي اليوم تصل حاضرها ماضيها، وتصبح إحدى المحطات الرئيسية للمحور الطرقي عبر الصحراء، تربط بين الشرق الجنوبي المحادي للحدود لمنطقة «طانطان» و«واد نون» مع شمال المملكة، وبالساحل الأطلنتي غربا عبر «بوكراع» في اتجاه «العيون». وتقع النواة القديمة للمدينة في الجزء المنخفض منها حيث توجد زاوية الشيخ ماء العينين. كما شهدت السمارة في ظرف وجيز بعد استرجاع أقاليم المملكة الجنوبية نهضة كبيرة، ومنجزات ضخمة في جميع الميادين سواء منها: الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، التي تطلبت جهودا جبارة في بنائها وتشييدها، علما بأن الاستعمار الإسباني لم يترك بها أي عمل أو إنجاز.