بعدما طالبت السكان بالنزوح إليه.. لماذا تستهدف إسرائيل جنوب غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030حين طلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من سكان مدينة غزة وشمالها، بالانتقال إلى جنوبي القطاع، قالت إن الوضع هناك «سيكون أكثر أمانا».
لكن في الحقيقة لا أمنا ولا ملاذا في الجنوب الذي تحول إلى غيمة سوداء تهطل موتا وخوفا في كل ساعة.
فمن وداي غزة حيث "كلمة السر إلى منطقة الأمان"، مرورا بمخيمات النُصيرات والمغازي والبريج ودير البلح في المحافظة الوسطى، وصولا إلى مدينتي خانيونس ورفح، كان القصف يلاحق سكان القطاع وضيوفهم ممن نزحوا من الشمال.
قصفٌ وأنقاضٌ على أصحابها، وقتلى محظوظون أنهم خرجوا من تحت الركام، وأحياءٌ دبّ الرعب بينهم، فباتوا بلا شمال يعود ولا وسط يشفع ولا جنوب يُؤتمن.
وبات سكان الجنوب معرضين للخطر كما في منازلهم في غزة المدينة وفي شمال القطاع المحاذي للحدود مع إسرائيل.
ومنذ أن أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان غزة، مع اندلاع الحرب في السابع من الشهر الجاري، بالتوجه إلى جنوب وادي غزة، واصلت مدفعيته وطائراته ضرب أهداف في جميع أنحاء القطاع، ما أسفر عن وقوع أعداد كبيرة من القتلى تقول وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة إن 6546 فلسطينيا قتلوا منذ بدء القصف.
واشتد القصف الإسرائيلي في جنوب القطاع، يوم أمس الأربعاء، حيث أدت ضربة واحدة إلى تدمير عدة مباني سكنية ومحال تجارية في مخيم النصيرات وسط القطاع، ومدينة خانيونس على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود المصرية، وكذلك في منطقة اليرموك بمدينة غزة.
جيش الاحتلال: أينما ظهر هدف لحماس، سيضربه جيش الدفاع
وكرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تصريحات سابقة له يقول فيها "أينما ظهر هدف لحماس، سيضربه جيش الدفاع من أجل إحباط القدرات الإرهابية للجماعة، مع اتخاذ الاحتياطات الممكنة لتخفيف الضرر الذي يلحق بالمدنيين غير المتورطين".
مضيفا أن "المنازل التي يعيش فيها المسلحون هي أهداف مشروعة حتى لو كان المدنيون يعيشون بجانبها".
لماذا أمرت إسرائيل بالإخلاء إلى الجنوب؟
في الثاني عشر من أكتوبر الجاري، ذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة "يجب أن ينتقلوا إلى النصف الجنوبي من غزة خلال 24 ساعة".
وأوضح الجيش أن الأمر يهدف إلى إبعاد المدنيين عن "الأهداف الإرهابية لحماس" التي يعتقد أنها تتركز في الشمال.
ولاحقا، قال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس: "نحن نجهز المنطقة لنشاط عسكري كبير في مدينة غزة. هذه هي المرحلة التالية. ولهذا السبب نطلب من المدنيين التوجه جنوب نهر غزة". وفق ما نقلته وقتها وكالة رويترز.
وحشدت إسرائيل قواتها على الحدود مع غزة ومن المتوقع على نطاق واسع أن تشن غزوا بريا، دون أن تحدد له وقتا معينا.
وفي 18 أكتوبر، حث الجيش سكان غزة على الإخلاء إلى ما أسماه منطقة إنسانية في المواصي، على ساحل جنوب غزة.
وجددت إسرائيل تحذيراتها في الـ 22 من الشهر نفسه، قائلة إن أي شخص يقيم في الشمال يمكن اعتباره متعاطفا مع "منظمة إرهابية" إذا لم يغادر.
كم عدد الأشخاص الذين نزحوا من الشمال؟
في هذه الأثناء، حثت حركة حماس الفلسطينيين على تجاهل التحذيرات الإسرائيلية.
ويقول السكان ومنظمات الإغاثة الدولية إن هناك نزوحا جماعيا للأشخاص بعيدا عن الشمال ومناطق أخرى في القطاع يُنظر إليها على أنها معرضة بشكل خاص للهجمات.
وبحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في 24 أكتوبر، فإن أكثر من 1.4 مليون شخص نزحوا داخل غزة.
ماذا قال المجتمع الدولي؟
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اعتبر أن منح مئات الآلاف من الأشخاص ساعات فقط لمغادرة منازلهم أمر "خطير ومثير للقلق العميق".
وقبل يومين، تحدث جوتيريش في جلسة لمجلس الأمن الدولي، عن "الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي" في قطاع غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، الأمر الذي أثار غضبا إسرائيليا من تصريحاته.
في هذه الأثناء، دعت الدول العربية إسرائيل إلى وقف الحرب، فيما حثّت عواصم غربية على وقف القتال لفتح ممرات إنسانية للمدنيين المحاصرين.
لكن مجلس الأمن الدولي، فشل أمس الأربعاء، في تمرير مشروعي قرار أمريكي وروسي، بشأن غزة، وهذه المرة تراشقت موسكو وواشنطن كرة "الفيتو".