مع تصعيد الهجمات على قواعد التحالف الدولي.. هل تنتقل ساحة الحرب إلى العراق؟
عبرت وزارة الدفاع الأمريكية، عن قلقها من تصعيد أوسع للهجمات ضد قواتها في المنطقة خلال الأيام المقبلة، مع تصاعد الاستهدافات لقواعد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق، على وقع احتدام الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال البنتاجون إن قواته في الشرق الأوسط تحتفظ بحق الدفاع عن النفس مع العمل على تجنب اتساع رقعة الصراع، مضيفًا: "لا نرى بالضرورة أن إيران أمرتهم صراحة بتنفيذ مثل هذه الهجمات".
وتحمل الولايات المتحدة إيران في النهاية المسؤولية عن مثل هذه الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة "بناء على حقيقة أنها مدعومة من إيران".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد وجه، الاثنين، الأجهزة الأمنية بالتصدي للجهات التي تستهدف تلك القواعد.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في بيان: "نؤكد رفضنا الهجمات التي تستهدف القواعد العراقية والتي تضم مقرات مستشاري التحالف الدولي".
وأضاف: "القائد العام للقوات المسلحة وجه الأجهزة الأمنية كافة بالقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وتعقب وتتبع العناصر المنفذة لتلك الهجمات".
يأتي هذا بعد أن أمرت واشنطن بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل، في بيان صدر الأحد، عن وزارة الخارجية الأمريكية.
البيان المتزامن مع تصاعد التوتر في المنطقة، كشف بأن أمر الإجلاء "يعود إلى التهديدات الأمنية المتزايدة التي تطال طواقم الولايات المتحدة ومصالحها".
ويشمل الأمر "أفراد أسر الموظفين، والموظفين غير الأساسيين" في البعثة الدبلوماسية الأمريكية في العراق.
"المهمة الصعبة"
يقول مدير مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، إن البيان الصادر عن السوداني بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، يؤشر لتعاظم القلق الجدي لدى بغداد من تحول العراق لساحة اشتباك مفتوحة مع الولايات المتحدة وحتى مع إسرائيل.
لكن من الصعب على الحكومة والسوداني شخصيا ضبط الفصائل المسلحة، خاصة أن قسما كبيرا منها يمثل ما يشبه جناحا عسكريا لقوى الإطار التنسيقي، وهو القوة الأكبر المؤسسة للحكومة الحالية التي يترأسها السوداني.
لهذا فالسوداني أمام اختبار حاسم لطي ملف الجماعات المسلحة المنفلتة، والتي تتصرف كدولة داخل الدولة، وقراره هذا مؤشر على حرصه على النأي بالعراق عن صراع المحاور والاصطفافات الإقليمية والدولية.
ولدى العراق الإرادة والقوة الكفيلة بالتغلب على تحدي هذه الفصائل المسلحة، وهو قادر أمنيا واستخباريا على كشفها وكبح جماحها، ووقف اعتداءاتها على القواعد والمقار العسكرية والدبلوماسية للدول الصديقة والحليفة للعراق.
