هل اقتربت الأوضاع في غزة من الانهيار التام؟
عبده حسن مصر 2030يعاني قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري من الدمار والقصف المستمر على المنازل والمدنيين والذي يتسبب في زيادة أعداد الشهداء، بعد أن بدأت المقاومة الفلسطينية بعملية طوفان الأقصى ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأصبح الوضع في قطاع غزة مثير للقلق، فقد تم تدمير المنازل، وحذرت أمس السبت، خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح كارثياً، والمستشفيات تضيق بالجرحى والأطفال يموتون بوتيرة مقلقة.
وقالت الوكالات الخمس، وهما منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، في بيان إن الوضع الإنساني في غزة كان بائساً قبل النزاع الذي اندلع إثر هجمات السابع من اكتوبر التي شنتها حركة المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت، إنه اليوم كارثي، داعية المجتمع الدولي الى القيام بالمزيد لمساعدة سكان غزة.
فيما وجهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، تحذيرات عاجلة، بشأن الأوضاع في قطاع غزة، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي من 7 أكتوبر الماضي.
وأوضحت المنظمة، أنها نقلت أكثر من 44 ألف قارورة من مياه الشرب إلى قطاع غزة عبر معبر رفح السبت، لكن هذه الكمية لا تكفي إلا لـ22 ألف شخص ليوم واحد فقط، وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لـ "اليونيسف" في بيان صحفي نشرته المنظمة أمس السبت: "بوجود مليون طفل في غزة يواجهون الآن أزمة حماية وأزمة إنسانية حرجة، فإن إيصال الماء هو مسألة حياة أو موت، وكل دقيقة مهمة"، متابعة: "هذه الدفعة الأولى المحدودة من المياه ستنقذ الأرواح، لكن الاحتياجات عاجلة وهائلة - ليس فقط للمياه، ولكن للغذاء والوقود والأدوية والسلع والخدمات الأساسية أيضا. وما لم نتمكن من توفير الإمدادات الإنسانية بشكل مستمر، فإننا نواجه تهديدا حقيقيا بتفشي الأمراض التي تهدد الحياة."
وبعد أن تحولت أجزاء كبيرة من البنية التحتية في غزة، بما في ذلك أنظمة المياه والصرف الصحي الحيوية، إلى ركام خلال حوالي أسبوعين من القصف الإسرائيلي، لم تعد تبلغ القدرة على إنتاج المياه إلا 5% من المستويات العادية، ويعيش سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة الآن على أقل من 3 لترات من الماء للشخص الواحد يوميا، ونزح حوالي مليون شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، ولجأ العديد منهم إلى ملاجئ مكتظة مع إمكانية محدودة للغاية للحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة، وهي ظروف تشكل خطورة خاصة على الأطفال الصغار.
وقالت "اليونيسف" إنها قامت بتخزين إمدادات طارئة إضافية لما يصل إلى 250 ألف شخص عند معبر رفح والتي يمكن إدخالها إلى غزة في غضون ساعات، مع المزيد منها في الطريق، مشددة على ضرورة السماح للإمدادات الإنسانية بالوصول بأمان إلى الأطفال والعائلات المحتاجة أينما كانوا، وفقا لقوانين الحرب.
وصباح أمس السبت دخلت أول قافلة مساعدات إنسانية الى القطاع، تضم عشرين شاحنة آتية من مصر عبر معبر رفح. لكن هذا الرقم محدود جدا بالنسبة الى الأمم المتحدة التي تريد دخول مئة شاحنة يوميا لإغاثة 2,4 مليون نسمة هم سكان غزة المحرومون من كل شيء.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت خلال قمة السلام، في القاهرة إن سكان غزة يحتاجون الى أكثر بكثير، ومن الضروري إيصال المساعدة بكميات كبيرة.
كما أكدت الوكالات الأممية الخمس أن الأطفال يموتون بوتيرة مقلقة، محرومين من حقهم في الحماية والغذاء والمياه والعناية الطبية، والمستشفيات تضيق بالجرحى، فالمدنيون يواجهون مشقة أكبر في الوصول الى المواد الغذائية الأساسية.
يذكر أنه قد استشهد 4473 شخصاً في قطاع غزة منهم 1756 طفلا و967 امرأة، إضافة الى 13561 جريحا. ومن بين القتلى 51 كادرا صحيا إضافة إلى إصابة 87 آخرين بجروح، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس صدرت السبت.
في جانب الاحتلال الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم حماس، بحسب السلطات الإسرائيلية.