قمة القاهرة للسلام 2023.. مصر السد المنيع لمخططات تصفية القضية الفلسطينية
مارينا فيكتور مصر 2030قمة مرتقبة تحمل عنوان "القاهرة للسلام 2023"، تظل أحد أهم الشواهد على التحول الكبير في الدور المصري، الذي تجاوز مجرد كونه "وسيط تهدئة" يتم اللجوء إليه في مراحل التصعيد، للعودة بالأمور إلى "نقطة الصفر"، إلى "رعاية" القضية.
يأتي ذلك في ضوء العديد من المعطيات، يرتبط بعضها بالمستجدات الدولية، والتطورات الإقليمية، بالإضافة إلى التهديدات التي باتت تمثلها حملات التصعيد بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، على دول الجوار، في ضوء دعوات التهجير، التي تبناها الاحتلال، والتي تمثل مخاطر أمنية كبيرة، عبر نقل ساحة الصراع العسكرى المباشر، من الأرض المتنازع عليها، إلى الدول الأخرى.
ويرتكز الدور المصري فى الأساس على تحقيق التهدئة فى مراحل التصعيد، وهو ما حدث خلال الحروب على غزة في 2008 و2014، وغيرهما، لكن دون تحقيق حراك حقيقى فى القضية، فيما يتعلق بتطبيق "حل الدولتين".
تنجح الدبلوماسية المصرية دائما في "لم الشمل" الإقليمى، عبر شراكاتها المتنوعة، التي ساهمت إلى حد كبير فى احتواء الصراعات، فقد لعبت مصر دورا رئيسيا في تغيير "قواعد اللعبة" المرتبطة بالقضية الفلسطينية، في ظل تقارب "الخصوم" واحتشادهم مجددا حول قضيتهم المركزية، بعدما تراجعت مرحليا إبان العقد الماضي جراء مخاوف أمنية ارتبطت بحالة الفوضى التي سادت المنطقة وحولتها إلى ساحة للحروب بالوكالة.
والدليل على ذلك الاستجابة الدولية الكبيرة للقمة التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسى، حول التطورات في فلسطين، وهي بمثابة تحول من مجرد "وسيط" إلى "راعٍ" للقضية، يمكنه المشاركة في تحقيق اختراق كبير فى القضية، يتجاوز مجرد التهدئة.