في يومه العالمي.. 30% من سكان العالم يفتقرون للأمن الغذائي
مارينا فيكتور مصر 2030وسط تزايد الشعور بالقلق من ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا، يوافق 16 أكتوبر اليوم العالمي للأغذية، فهل هناك حلول لتحقيق الأمن الغذائي عالمياً؟
يعاني 2.4 مليار شخص على مستوى العالم (أي ما يقرب من 30% من سكان العالم) من درجات متفاوتة من انعدام الأمن الغذائي خلال العام الماضي 2022، ويفتقرون إلى إمكانية الحصول على طعام مغذٍ وآمن وكافٍ، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
ولم تتحسن الأمور في عام 2023 خاصة مع استمرار عدم الاستقرار والصراعات في جميع أنحاء العالم، وعلى وجه التحديد صراعات الشرق الأوسط، والحرب في أوكرانيا، وتغير المناخ، وارتفاع مستويات أسعار المواد الغذائية المحلية، وتداعيات جائحة كوفيد-19.
شبح التضخم
69.6% من البلدان ذات الدخل المرتفع تُعاني من ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية، وتقع البلدان الأكثر تأثراً في أفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا وأوروبا وآسيا الوسطى.
وتجاوز تضخم أسعار المواد الغذائية التضخم الإجمالي (الذي يتم قياسه على أساس التغير السنوي في المؤشر الإجمالي لأسعار المستهلك) في 79.4% من البلدان الـ 165 التي يتوفر لها مؤشر أسعار المستهلك الغذائي ومؤشر أسعار المستهلك الإجمالي.
أزمة مراكز الإنتاج
من جانب آخر، تُعاني مراكز الإنتاج العالمية للعديد من الأغذية والأطعمة الرئيسية من مشكلات وأزمات شديدة، وهو ما يُعد السبب المباشر لارتفاع الأسعار في غالبية دول العالم التي تعتمد على الاستيراد.
على سبيل المثال، نيوزيلاندا، أكبر مصدر للحليب في العالم، تواجه أزمات طاحنة في الإنتاج، وتعهدت بالحد من التأثير المدمر على البيئة الناجم عن الزراعة، لكن المزارعين ليسوا سعداء لأن فرض ضرائب على الغازات الدفيئة يهدد أعمالهم.
وفي هولندا، ثاني أكبر مصدر للمنتجات الزراعية في العالم، تحول المزارعون إلى قوة سياسية قبل الانتخابات في نوفمبر، وأدى هدف خفض انبعاثات النيتروجين إلى النصف بحلول عام 2030 إلى اندلاع احتجاجات في البلاد.
وفي الأرجنتين، الدولة التي تُعد من أكبر الموردين العالميين للحوم الأبقار وكذلك فول الصويا والذرة لإطعام المواشي، المزارعون بها لم يتمكنوا من الاستفادة الكاملة من إمكانات الأراضي المسطحة الشاسعة بسبب سنوات من ضرائب التصدير لتعزيز الإيرادات والجهود المبذولة للحد من التضخم الذي لا يزال يتجاوز 100٪.
وتزداد الأمور صعوبة بسبب التداعيات المناخية، فقد أدت "ظاهرة النينو" المناخية، هذا العام، إلى تفاقم التأثيرات على أسعار المواد الغذائية العالمية الناجمة عن الحظر على تصدير الأرز في الهند، وانسحاب روسيا من صفقة الحبوب في البحر الأسود، ما قد يؤدي إلى تأجيج التضخم في الأسواق الناشئة.
ويُعد اليوم العالمي للأغذية فرصة عالمية للبحث عن حلول عاجلة للأزمات الغذائية التي تواجه العديد من دول العالم، حيث يحمل هذا اليوم رسالة للتكاتف والتعاون العالمي لتحقيق الأمن الغذائي للشعوب.