”دور إنساني وآخر سياسي”.. كيف وقفت مصر بجانب فلسطين منذ بدء «حرب غزة»؟
عبده حسن مصر 2030منذ بدء الحرب على غزة ردًا من الاحتلال الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى، وتسعى مصر بكل الطرق لمساعدة الفلسطينيين على تجاوز الأزمة، وعن طريق محاولة توصيل مساعدات طبية وإنسانية لهم واتصالات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رؤساء الدول الأشقاء لوقف النزاع والوصل لحل يحافظ على دماء الابرياء.
ومساء أمس الخميس، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، وقال أن سعي مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقـه الشـرعية فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه بل هو عقيدة كامنة في نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ولن يتأتى ذلك، إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورًا، والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعي، والحصار والتجويع والتهجير.
كما أن ضرورة عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكري، وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطيني، بشكل عاجل ويجب على المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل مسؤولياته في هذا الصدد، فمن أجل السلام فليعمل العاملون، واتصالات مصر لا تتوقف لإيقاف التصعيد في فلسطين.
وأثناء الاحتفال بتخرج دفعة جديدة من كليات الشرطة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن مصر تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في المنطقة، محذراً من تصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى.
وأوضح أن أمن مصر القومي مسئوليتي الأولى ولا تهاون أو تفريط فيه تحت أي ظرف وإن مصر لا تتخلى عن التزامها بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والشعب المصري يجب أن يكون واعياً بتعقيدات الموقف ومدركاً لحجم التهديدات.
كما أن مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقناً لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشددا على أن السلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الإسرائيلي.
منذ بداية الصراع بين الطرفين وقام السيد سامح شكري بإجراء اتصالاً هاتفياً مع سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، لمناقشة ومتابعة الأحداث المتتالية والتصعيد الخطير على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية.
وأمس الخميس، تلقى وزير الخارجية سامح شكري، اتصالاً هاتفياً من نظيرته اليابانية يوكو كاميكاوا حول التصعيد الأوضاع في قطاع غزة.
وأكد شكري على ضرورة الوقف الفوري للقصف المتواصل والعنيف ضد قطاع غزة، وتوفير النفاذ الآمن والعاجل للمساعدات الإنسانية، كما أكد على ضرورة وقف القصف الإسرائيلي العنيف ضد غزة، والنأي عن مواصلة التصعيد بين الجانبين باعتباره الأولوية الراهنة، محذراً من تزايد حدة التداعيات الإنسانية على أبناء الشعب الفلسطيني والمدنيين من الجانبين، فضلاً عن تبعات توسيع دائرة الصراع على استقرار المنطقة.
وعن المساعدات الإنسانية، كان قد أعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مصر، الثلاثاء الماضي، أنه يعمل على تجهيز قافلة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية للفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بتوجيهات من الرئيس، عبد الفتاح السيسي.
وقال التحالف الوطني في بيان إن القافلة المصرية تضم أطباء من شتى التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم سكان غزة، الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة بعد اندلاع الحرب، وشدد على مواصلة جهوده في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها حتى تحسن الأوضاع في غزة.
كما وصلت أول طائرة مساعدات إغاثية تحمل مواد طبية وأدوية من الأردن إلى مطار العريش الدولي شمالي سيناء، حيث ستنقل حمولتها برّا عبر رفح إلى قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة إنه بالتنسيق مع مصر، سيصار إلى نقل هذه المساعدات وإيصالها للأشقاء في غزة من خلال معبر رفح، موجها الشكر إلى مصر على التعاون والتنسيق لتسهيل إيصال المساعدات الأردنية إلى غزة، استمرارا من المملكة بمد يد العون والمساعدة إلى الأشقاء الفلسطينيين.
وأعلنت السلطات المصرية أمس الخميس توجيه المساعدات الدولية المقدمة من الجهات الراغبة في إغاثة سكان قطاع غزة إلى مطار العريش الدولي في شمال شبه جزيرة سيناء، وأكدت أن معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة مفتوح للعمل ولم يتم إغلاقه في أية مرحلة منذ بدء الأزمة الراهنة، كما طالبت دولة الاحتلال بتجنب استهداف الجانب الفلسطيني من المعبر.
والجدير بالذكر أن الحرب مازالت مشتعله بين المقاومة الفلسطينية مع العدو الصهيوني منذ السبت الماضي، حيث تم ضرب 6000 قنبلة على قطاع غزة وزنها الإجمالي 4000 طن.
كما فرض العدو الإسرائيلي حصار كامل على قطاع غزة و قطع المياه والكهرباء عن القطاع بأكمله، وتواصل الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية قصفها العنيف لعدد من مناطق قطاع غزة، ويتركز القصف منذ ساعات الصباح بالمنطقة الشمالية الغربية من القطاع، وذلك بإلقاء مئات الأطنان من المتفجرات، بالإضافة إلى استخدام قوات الاحتلال الاسرائيلي قنابل من المقاتلات متعددة المهام من طراز "إف 16" بنسختيها المطورتين محليا تحت اسم "باراك"، و قنابل غير موجهة من طراز " إم -117" الأميركية، على قطاع غزة.