كيف فرضت مصر إرادتها على أرض الواقع بارسال قافلة مساعدات ضخمة لدعم فلسطين؟
أحمد نادي مصر 2030مر الزمان ولم يتغير شيء، إسرائيل تواصل لغة التهديد والوعيد ولكنها أشبه بـ «غراب» ينعق دون تحليق، فمع تصاعد أعمال العنف التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة، جاءت التهديدات من تل أبيب بأن السلطات الإسرائيلية ستقصف أي مساعدات توجه لغزة.
ولكن هذه التهديدات لا يمكنها التأثير على الإرادة المصرية بقيادة رئيسها عبد الفتاح السيسي وخلفه ملايين من القلوب المصرية التي تؤيد قرارات زعيمها بالوقوف جانب الأشقاء في غزة.
أضخم قافلة مساعدات لـ غزة
تهديدات إسرائيل قابلها رد فعل قوي من مصر، إذ أعلنت عن تقديم أضخم قافلة مساعدات إنسانية لقطاع غزة، تحمل مواد غذائية وأدوية طبية وملابس، ووصل قطاع غزة 130 شاحنة عملاقة محملة بـ2500 طن مواد غذائية وأدوية وألبان أطفال وملابس بالإضافة إلى المفروشات والأجهزة الكهربائية وغيرها من المواد المتنوعة المقدمة من صندوق «تحيا مصر» إلى الشعب الفلسطيني.
التحركات المصرية وقافلة المساعدات تؤكد بأن دولتنا القوية لا تأبه لتهديدات إسرائيل، وأن الانتصار بالفعل وليس بالقول، كما تعودنا دائمًا بأن مصر تعمل على أرض الواقع دون اللجوء إلى ما يسمى بـ«الشو الإعلامي» والتصريحات والتهديدات، ولكن مصر تخطط بسياسة وحكمة يشهد بها العالم كله.
دعم مصري للفلسطنيين
وفي وقت سابق من اليوم؛ وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإرسال قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى فلسطين، وذلك بعد ساعات قليلة من تحذير السلطات الإسرائيلية بقصف أي مساعدات توجه للقطاع.
وأعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أنه تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي فإنه يستعد لإرسال قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية.
وتضم قافلة المساعدات أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم الأشقاء الفلسطينيين جراء أعمال العنف التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، فيما أعرب التحالف الوطني عن أسفه الشديد حيال تصاعد أعمال العنف بقطاع غزة، وهو ما يهدد السلام الدولي ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على حقوق الإنسان.
وأكد التحالف الوطني على مواصلة جهوده في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها حتى تحسن الأوضاع.
الموت أو المغادرة .. منعطف خطر للقضية الفلسطينية
وفي سياق متصل، أكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى لقناة «القاهرة الإخبارية»، أن القضية الفلسطينية تشهد الآن منعطفا هو الأخطر في تاريخها.
وأوضحت أن هناك «مخططا واضحا لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها وإجبارهم على تركها بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارج أراضيهم».
تحذير شديد اللهجة
وحذرت المصادر من المخاطر المحيطة بتداعيات الأزمة الراهنة على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، وأن هناك بعض الأطراف والقوى تخدم مخطط الاحتلال وتمهد له مبررات الأمر الواقع لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيا وسياسيًا سعى الاحتلال لطرحها على مدار الصراع العربي الإسرائيلي «بتوطين أهالي غزة في سيناء، وهو الأمر الذي تصدت له مصر وستتصدى له، ورفضه الإجماع الشعبي الفلسطيني المتمسك بحقه وأرضه، وأعلنته مقررات الجامعة العربية في سياقات مختلفة واستقر هذا الأمر في الضمير العالمي بثوابت واضحة للقضية الفلسطينية التي تتم تصفيتها الآن».
تصريحات الرئيس السيسي اليوم
وفي تأكيد شديد اللهجة أطلقته مصر على التزامها تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على أنها لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى.
التأكيد جاء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قال في تصريحاته اليوم، إن مصر تتابع باهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية، مشددا على أن التصعيد الحالي خطير للغاية وله تداعيات قد تطول أمن واستقرار المنطقة.
حل وتسوية للقضية الفلسطينية
وأعرب الرئيس السيسي عن أمل مصر في التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد الرئيس السيسي، أن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، مضيفا أن مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار إلى أن القاهرة تتواصل مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فوري للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين.
وأضاف أن مصر تؤكد أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وتابع: «أمن مصر القومي مسؤوليتي الأولى .. ولا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، والشعب المصري يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد».