ذكرى ميلاد توفيق الحكيم.. الأديب الذي مزج بين الرمزية والواقعية وفتح بابا لم يعرفه العرب قبله

يحل اليوم 9 أكتوبر، الذكرى الـ126 لميلاد الأديب المصري توفيق الحكيم، أحد أبرز رواد المسرح العربي والأدب الروائي.

ويحتفل محبو الأدب والثقافة اليوم بالأديب توفيق الحكيم، الذي ولد بالإسكندرية في التاسع من أكتوبر عام 1897، لأب من أصل ريفي وأم تركية أرستقراطية، إذ نشأ في بيئة ثقافية متميزة، حيث كان والده قاضيًا ووالدته متعلمة ومولعة بالأدب.

بداية حياته

بدأ الحكيم حياته الأدبية بالكتابة القصصية، إذ نشر أول مجموعة قصصية له بعنوان "عصفور من الشرق" عام 1919، ثم اتجه إلى المسرح، إذ قدم العديد من المسرحيات التي ساهمت في تأسيس المسرح العربي الحديث، مثل "أهل الكهف" و"عودة الروح" و"شهرزاد".

أعماله

مزج الحكيم في أعماله بين الرمزية والواقعية على نحو يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض، كما ظهرت قدرته على الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على نحو يتميز بالبراعة والإتقان.

كان الحكيم أول من فتح بابًا جديدًا في الأدب العربي هو باب الأدب المسرحي الذي لم يعرفه العرب من قبل، كما قال عنه عميد الأدب العربي طه حسين. وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات.

مراحل كتابات الحكيم

كانت المرحلة الأولى في الفترة المبكرة من حياته، إذ كانت عباراته فيها قليلة، واتسمت بشيء من الاضطراب حتى بدت أحيانًا مهلهلة فضفاضة إلى حد كبير.

المرحلة الثانية، كانت الفترة التي حاول فيها العمل على تطويع الألفاظ للمعاني، وإيجاد التطابق بين المعاني في عالمها الذهني المجرد والألفاظ التي تعبر عنها من اللغة.

المرحلة الثالثة كانت الفترة التي عكست كتاباته قدرته على صياغة الأفكار والمعاني.

المسرح الذهني

كان الإنتاج المسرحي للحكيم غزير، لكن بالرغم من ذلك فإن عددًا قليلًا من مسرحياته هو الذي يمكن تمثيله على خشبة المسرح.

وكانت معظم مسرحياته من النوع الذي يمكن أن يطلق عليه "المسرح الذهني"، الذي كتب ليُقرأ ويرى القارئ من خلاله عالمًا من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة ويسر.

رحل توفيق الحكيم عن عالمنا في السادس والعشرين من يوليو عام 1987 عن عمر ناهز الثامنة والثمانين عامًا، لكنه ترك وراءه إرثًا إبداعيًا ضخمًا، جعل منه أحد أبرز رواد الأدب العربي الحديث.