”ثورات وحروب أهلية”.. كيف يؤثر تغير المناخ على السلام والأمن؟
مارينا فيكتور مصر 2030من الواضح أن الموضوع أصبح أكبر من مجرد مصطلح احتباس حراري، إذ أن هناك خطر أكبر كامن وراء التغير المناخي.
وبدأت الدول والمؤسسات المعنية تشعر بخطر تغيرات المناخ، التي من شأنها أن تؤدي إلى موجات الجفاف غير المسبوقة أو الفيضانات المدمرة للمدن إلى هجرة جماعية، أو زعزعة استقرار العالم، أو إثارة القومية اليمينية المتطرفة.
ليس هذا فقط كل الأزمة، فالمجاعة العالمية قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي قد يؤدي إلى ثورات وحروب أهلية.
المنافسة على الموارد
من المتوقع أن يؤدي التغير في المناخ، إلى تفاقم إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية، حيث تعاني بعض المجتمعات من تقلبات أكبر في توافر وتوزيع الموارد ذاتها التي تعتمد عليها سبل عيشها واستراتيجيات التكيف.
وقد يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى زيادة المنافسة على الموارد المحدودة وزيادة التوترات والنزاعات.
على الصعيد العالمي، وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات قياسية بسبب الصراعات، وجائحة كورونا، وتفاقم الظواهر الجوية العنيفة.
انعدام الأمن الغذائي
وتوقعت الأمم المتحدة، أن ما يقرب من 260 مليون شخص في 58 دولة، سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما سيواجه 35 مليون شخص المجاعة، في عام 2022.
ويتضخم التأثير، في البلدان المتضررة من الصراعات والهشاشة، إذ تتزايد حاجة الناس إلى المساعدة الإنسانية مع قدرة محدودة على تحمل المزيد من الصعوبات.
وعانى 20.9 مليون شخص في جميع أنحاء منطقة القرن الإفريقي، العام الماضي، من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بسبب أطول وأشد موجة جفاف في التاريخ الحديث.
وفي كينيا والصومال وحدهما، واجه ما يقرب من 3 ملايين شخص انعدام الأمن الغذائي عند مستويات الطوارئ، بحسب أرقام أممية طالعتها "الأمم المتحدة".
كما يمكن أن تؤدي الاضطرابات في سبل العيش، والنزاعات على الموارد، والنزوح، إلى تفاقم التوترات القائمة وإثارة عدم الاستقرار، كما يرتبط انعدام الأمن بالاستقطاب السياسي والتطرف.
فعلى مدار 11 عاما من الأعوام الأربعة عشر الماضية، ازداد عدم الاستقرار السياسي، والتطرف العنيف، وتوتر علاقات الجوار، والنزوح داخل الحدود وعبرها، وفقا لمؤشر السلام العالمي (2022).