بعد انسحاب القوات من ثلاث دول.. هل طويت صفحة فرنسا في إفريقيا؟
مارينا فيكتور مصر 2030ملف شهد ويشهد باستمرار تحولات كبيرة، بين النيجر وفرنسا، لعل أبرزها خروج السفير الفرنسي من نيامي، بعد أمر بطرده، أصدره المجلس العسكري الحاكم منذ أسابيع.
وأنهت مغادرة السفير ومعاونيه، فصلا من فصول الخلاف بين المجلس العسكري في النيجر، وفرنسا المستعمر السابق للبلاد.
ووصل السفير باريس، فيما تستعد القوات الفرنسية المتمركزة في النيجر للخروج من البلاد بحلول نهاية العام، ولكن جدول الانسحاب غير واضح المعالم بعد.
وكان قرار سحب القوات، مطلبا لقادة انقلاب النيجر، الذين أعلنوا إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري الموقعة مع فرنسا.
وتنتشر القوة الفرنسية في قاعدة عسكرية قرب مطار نيامي الدولي وتتولى تدريب ومساعدة جيش النيجر في مكافحة الإرهاب.
سحب القوات الفرنسية من النيجر
وأرجع البعض سحب القوات، لتأخر التدخل العسكري الذي أعلنته المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس".
ويعتبر الانسحاب، هو الثالث لفرنسا من دول غرب إفريقيا، فقد سبقه الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو، وهو ما يثير تساؤلات بشأن تراجع الدور الفرنسي في إفريقيا.
واقتصر الوجود الفرنسي على قاعدتين عسكريتين فقط في المنطقة، هبوطا من 10 قواعد قبل الانقلابات التي وقعت في تلك البلدان.
وهو ما يعطي مؤشرا، على تراجع دور ونفوذ فرنسا في تلك الدول التي كانت معاقل نفوذ تاريخية لها لعقود.
هل طويت الصفحة الفرنسية في النيجر؟
ويقول الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، جان بيار ميلالي، في حديث صحفي، إن "فرنسا وصلت إلى منعطف، شاءت أم أبت، في مجال حضورها العسكري في النيجر، وماكرون اغتنم فرصة المقابلة الصحفية الأحد الماضي ليعلن عن سحب السفير ثم القوات العسكرية قبل نهاية العام الجاري".
واعتبر الخبير الاستراتيجي، أن هذا يشكل خاتمة للوجود العسكري الفرنسي في النيجر وإفريقيا، وعبارة نتيجة لسلسلة من الانقلابات التي شاهدناها في الأعوام الأخيرة.
وأكد أن "الوجود العسكري الفرنسي اليوم في إفريقيا يتجسد في قاعدتين الأولى في تشاد والثانية في جيبوتي، مع وجود عسكري في 3 دول أخرى لكنه يعد أصغر نسبيا".
وتابع: "لا اعتقد أن روسيا ستحل محل الفرنسيين في النيجر، لأن الولايات المتحدة التي صارت تهتم بإفريقيا لمواجهة الروس والصينيين".
وأضاف: "فرنسا والقوى الغربية كانت تدرك أن إفريقيا ذاهبة باتجاه نقطة تحول، تستدعي ترتيبات مختلفة عن تلك المعمول بها منذ الحقبة الاستعمارية".