افتتاح مصنع لوسيد في السعودية .. خطوة عالمية على الأراضي العربية
أحمد نادي مصر 2030تواصل المملكة العربية السعودية جهودها لتصبح ضمن أكبر 5 دول منتجة ومصدرة للسيارات الكهربائية في العالم، بعد افتتاح مصنع لوسيد للسيارات الكهربائية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بجدة.
مسار اقتصادي جديد
خطوة جديدة للمملكة لتبرهن بأنها قادرة على تحقيق هدفها، وهو التنويع في المسار الاقتصادي وتوطين عدد كبير من الصناعات بعيدًا عن النفط، بالإضافة إلى أن افتتاح مصنع لوسيد اليوم يثبت بأن السعودية تلتزم بالخطة العالمية الرامية نحو تقليل الانبعاثات الكربونية.
افتتاح مصنع لوسيد في السعودية
وفي وقت سابق؛ أعلنت شركة لوسيد لصناعة السيارات، اليوم، عن افتتاح أول مصنع عالمي لها في مدينة جدة السعودية، بموجب اتفاق يستهدف تعزيز جهود الانتقال إلى السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية.
وفي 2022؛ أعلنت شركة لوسيد عن خطط إقامة المصنع في جدة السعودية، مؤكدة أن المملكة وقّعت اتفاقا لشراء ما يصل إلى 100 ألف سيارة من الشركة على مدى 10 سنوات.
وأشارت إلى أن صندوق الثروة السيادي السعودي يعد أكبر مساهم في شركة لوسيد، مكلف بقيادة خطة السعودية التي تطمح لتقليل الاعتماد على عائدات النفط، ومن ثم الانطلاق في عالم صناعة السيارات الكهربائية التي تهيمن عليها الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
في مايو 2023؛ وافق صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يمتلك ما يزيد قليلا على 60 بالمئة من شركة السيارات الكهربائية، على استثمار 1.8 مليار دولار في إطار العرض الخاص لأسهم شركة لوسيد في البورصة في ذات الشهر.
سير السعودية
وفي العام الماضي؛ دشنت المملكة العربية السعودية أول علامة تجارية لها للسيارات الكهربائية، وهي سير، وأعلنت عن استثمارات بقيمة 6 مليارات دولار في مجمع لألواح الصلب ومصنع لمعادن بطاريات السيارات الكهربائية.
وتجري شركة تسلا الرائدة في هذا مجال صناعة السيارات الكهربائية مناقشات لإنشاء مصنع في السعودية.
155 ألف سيارة سنويا
وسيُجّمع مصنع إيه.إم.بي-2، التابع لشركة لوسيد، في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية سيارة (لوسيد إير) السيدان الكهربائية الفاخرة بقدرة إنتاجية أولية تصل 5 آلاف سيارة سنويا.
وسيتم توسيع المصنع لإنتاج 155 ألف سيارة سنويا في المستقبل، وتوجد محطة التصنيع الأخرى لشركة لوسيد في ولاية أريزونا الأمريكية.
نقلة نوعية لاستقطاب رؤوس الأموال
وفي هذا السياق؛ قال المدير الشريك في شركة "VentureX" يوسف حميد الدين، لقناة العربية، اليوم، إن افتتاح مصنع شركة لوسيد موتورز لصناعة السيارات الكهربائية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة، يُعتبر نقلة نوعية نحو توطين الصناعة المتطورة في السعودية، مشيراً إلى مثالية الموقع في العمليات اللوجستية، لقربه من الميناء ومن مطار جدة الدولي.
وأكد أن وجود جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا قرب مصنع لوسيد الجديد، يخلق بيئة مثالية لاحتضان التكنولوجيا المتقدمة في صناعة السيارات الكهربائية، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة توطينها لاحقاً.
واختتم: "هذا بالطبع يؤدي كما نشاهد الآن إلى استقطاب رؤوس أموال مهمة من خارج السعودية ومن داخلها للاستثمار في قطاع صناعة السيارات الكهربائية، وهو قطاع تمتلك السعودية فيه ميزات تنافسية كبيرة بسبب موقعها الجغرافي وتوفر المواد اللازمة للتصنيع".
وقالت صحيفة "Financial Times"، إن السعودية تسعى لإنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنويا بحلول عام 2030.
وأشارت إلى أن المملكة ستعمل على تعزيز قدرتها في هذه الصناعة لتصبح ضمن أكبر خمس دول منتجة ومصدرة لهذا النوع من السيارات في العالم.
ومن المقرر أن يكون مفتاح الخطة السعودية هو مصنع سياراتها الكهربائية "سير" والتي تسعى لطرح سياراتها في عام 2025 بالتعاون مع مجموعة التكنولوجيا التايوانية "فوكسكون".
وتسعى "سير" لإنتاج 170 ألف سيارة سنويا في المملكة، بينما سيكون على عاتق شركة "لوسيد موتورز" ومقرها الولايات المتحدة، والتي استحوذ صندوق الاستثمارات العامة فيها على حصة تتجاوز الـ 60%، إنتاج 150 ألف سيارة سنويا في المملكة خلال 3 سنوات.
في نوفمبر 2022؛ أعلنت شركة السيارات الكهربائية "سير" أنها ستطور موقعا صناعيا قرب مدينة جدة، مشيرة إلى أنها حصلت على قطعة أرض مساحتها مليون متر مربع داخل مركز الملك عبدالله الاقتصادي في صفقة تبلغ قيمتها نحو 96 مليون دولار.
30 مليار ريال
ومن المتوقع أن تساهم "سير" بمبلغ 30 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2034، كما أنها ستساهم في جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل إلى 562 مليون ريال، فيما من المتوقع أن توفر 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وفي سياق متصل، توقعت "نومورا" لإدارة الأصول في الشرق الأوسط أن تخفض صناعة السيارات الكهربائية بشكل كبير فاتورة الواردات في المملكة، مشيرة إلى أن النقل يمثل حاليا نحو 15% من فاتورة الواردات السعودية.
تتلاءم المبادرة الكهربائية مع هدف السعودية المتمثل في تشغيل 30%من السيارات باستخدام الكهرباء بحلول عام 2030.
وتسعى السعودية إلى توطين وتأمين المعادن المطلوبة في صناعة السيارات الكهربائية بما فيها الليثيوم والكوبالت والنيكل والنحاس خصوصاً بوجود مصنع لسيارات "لوسيد" الكهربائية إذ تتطلع المملكة إلى شراء 15 مليار دولار في حصص التعدين العالمية.
كما تواصلت السعودية مع الحكومة الكونغولية في يونيو بشأن الاستثمار في مناجم للكوبالت في الكونغو التي توفر 70% من الكوبالت في العالم.