«حرب جديدة».. ماذا يحدث بين أرمينيا وأذريبجان؟
تطفو أزمة أرمينيا وأذربيجان على السطح وتشغل الكثير، خاصةً بعد تنفيذ هجمات أمس من قِبل وزارة الدفاع في أذربيجان كرد على استفزازات أرمينيا لها.
حيث أعلنت، أمس الثلاثاء، أذربيجان بإطلاق عمليات لمكافحة الإرهاب تستهدف القوات الأرمينية في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه.
فقد تمت عملية أذربيجان بعد ساعات من مقتل 6 مواطنين أذريين في انفجار لغمين بحادثين منفصلين، موضحة أن أربعة من العاملين بوزارة الداخلية قُتلوا عندما انفجر لغم في شاحنتهم بالقرب من موقع لحفر نفق، ولغما آخر قتل مدنيين اثنين كانا في شاحنة أيضاً.
وأصدرت وزارة الدفاع في أذربيجان بيانا نشرته على موقعها الإلكتروني أكدت فيه إطلاق عمليات لمكافحة الإرهاب داخل ناغورني كاراباخ، وأن العملية لن تستهدف المدنيين أو البنية التحتية المدنية، مشددة على أن العملية تستهدف فقط الأهداف العسكرية المشروعة، حيث يتم تعطيلها عبر الأسلحة العالية الدقة المتوفرة لدى جيش أذربيجان.
كما أبلغت قيادة قوات السلام الروسية وإدارة مركز الرصد بالإجراءات المتخذة في الإقليم، وأعلنت في وقت لاحق تعطيل مواقع تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية ونقاط إطلاق النار والمنشآت العسكرية باستخدام أسلحة عالية الدقة.
وأكدت مصادر عن سماع دوي انفجارات في العاصمة ستيباناكرت، وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر عمليات قصف وإطلاق صواريخ قالوا إنها تعود إلى الجيش الأذري.
فيما أعلنت السلطات الموالية لأرمينيا في ناغورني كاراباخ استهداف عاصمة الإقليم ومدنا أخرى بإطلاق نار كثيف.
يذكر أنه منذ يومين تم توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى الإقليم عبر طريقين على نحو متزامن، وكان ينظر إلى الخطوة على أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا، وأنعشت الآمال بالتهدئة.
وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنها أرسلت شاحنات عبر ممر لاتشين الذي يصل أرمينيا بالجيب الجبلي من الجنوب الغربي، وعبر طريق أغدام من أراض تسيطر عليها حكومة أذربيجان باتجاه الشمال الشرقي.
وقالت آريان باور المديرة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في أوروبا وآسيا الوسطى: نشعر بارتياح بالغ لأن كثيرا ممن يعتمدون على المساعدات الإنسانية سيحصلون أخيرا في الأيام المقبلة على الدعم الذي هم في أمس الحاجة إليه، ويصطف الأفراد لساعات من أجل الخبز، إنهم يحتاجون بشكل عاجل إلى إغاثة مستدامة من خلال الشحنات الإنسانية المنتظمة.
وفي هذا السياق، دعت روسيا أذربيجان وأرمينيا إلى وقف إراقة الدماء في ناغورني كاراباخ.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا قلقة من التصعيد، مؤكدة أن قوات حفظ السلام الروسية تواصل عملها في الإقليم.
والجدير بالذكر أنه أمس، اتهمت وزارة الدفاع الأذرية جماعات مسلحة أرمينية غير شرعية بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي لطائرة ركاب كانت تحلق من تبليسي في جورجيا إلى باكو.
ووصف الأرمن في ناغورني كاراباخ هذا الاتهام بأنه كذب مطلق، وهدفه صرف الانتباه عما أسموه الكارثة الإنسانية الناجمة عن حصار باكو غير القانوني للمنطقة.
كما قالت وزارة الخارجية الأرمينية، إن الموقف الدبلوماسي لأذربيجان يبدو وكأنه يمهد الطريق لتصعيد عسكري.
وفي نهاية عام 2020، دخل البلدين حربيين لمحاولة السيطرة على الإقليم الانفصالي، ولكن انتصرت أذربيجان في تحقيق مكاسبه ميدانية، بينما انهزمت أرمينيا.
