«معارك واتهامات متبادلة».. آخر تطورات الحرب في السودان
دخلت الحرب في السودان شهرها السادس على التوالي، منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إبريل الماضي.
ففي ساعات متأخرة من مساء أمس الإثنين، اشتبكت قوات الجيش السوداني مع ميليشيات قبلية في بورتسودان، وذلك في أول قتال في المدينة الساحلية الاستراتيجية منذ بدأ الصراع.
وأكدت مصادر في بورتسودان أن هناك تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش وميليشيا يقودها شيبا درار زعيم قبيلة البجا المحلية، وسط المدينة المطلة على البحر الأحمر، كما أن الجنود انتشروا في المنطقة بعد إزالة نقاط التفتيش التي أقامتها الميليشيا.
وقد اتهمت وزارة الخارجية السودانية، قوات الدعم السريع بتنفيذ عمليات التخريب وافتعال الحرائق في إطار حملة ممنهجة لتدمير العاصمة.
وقالت الوزارة في بيان لها: "تواصل المليشيا المتمردة جرائمها الإرهابية التي تستهدف القضاء على مقومات الدولة في البلاد، وبعد هزيمتها في ميادين القتال، لجأت المليشيا المتمردة خلال اليومين الماضيين لعمليات التخريب والحرائق في إطار حملتها الشريرة والممنهجة لتدمير العاصمة القومية، وارتكبت سلسة حرائق استهدفت عددا من المؤسسات الاقتصادية والمباني التجارية الرئيسية والمهمة في البلاد التي تعد من ركائز الاقتصاد الوطني".
وتابعت: "تضاف هذه الجريمة الشنيعة لما سبقها من فظائع المليشيا المتمردة مثل التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غرب وجنوب دارفور، وجرائم الاغتصاب واختطاف المدنيين وقتلهم، والتجنيد القسري للأطفال، وطرد سكان العاصمة من منازلهم واحتلالها، ونهب البنوك والأسواق والمصانع وممتلكات المواطنين وسياراتهم، وتدمير الجامعات والمتاحف والمؤسسات الثقافية، وتحويل المستشفيات ودور العبادة إلى ثكنات عسكرية وغيرها من الفظائع".
وناشدت المجتمع الدولي حكومات ومنظمات دولية وإقليمية وحقوقية وإعلام لإدانة هذه الجرائم البربرية، وتصنيف المليشيا المتمردة جماعة إرهابية، فإنها تؤكد قدرة الشعب السوداني وقواته المسلحة على هزيمة مخطط تدمير الدولة السودانية، واستعادة مؤسساتها بأفضل مما كانت عليه وذلك بعون الأشقاء والأصدقاء.
وفي وقت سابق، حذر قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف أيضا بـ"حميدتي"، من احتمال تقسيم السودان، ملمحا إلى إمكانية تشكيل حكومة جديدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وتابع دقلو: "علينا عدم السماح بقيام حكومة حرب في بورتسودان، قيام حكومة حرب في بورتسودان يعني الاتجاه نحو سيناريوهات حدثت في دول أخرى، بوجود طرفين يسيطران على مناطق مختلفة في بلد واحد ونحن لا نرغب في هذا السيناريو، فالبرهان والفلول يسيطرون على شرق السودان، وهي في متناول أيدينا إذا أردنا ذلك، ليس لدى البرهان أي شرعية وهو يريد إعلان حكومة في جزء من أجزاء السودان".
وأكمل، في حال قيام الفلول بتشكيل حكومة، فسنشرع فورا في مشاورات واسعة لتشكيل سلطة حقيقية في مناطق سيطرتنا وتكون عاصمتها هي العاصمة الوطنية الخرطوم.
مساعدات من مصر للسودان
وقد وصلت إلى ميناء بورسودان بدولة السودان سفينة إمداد مصرية تابعة للقوات البحرية المصرية من ميناء سفاجا بقاعدة البحر الأحمر البحرية محمل عليها مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من مواد غذائية وإعاشة ومستلزمات طبية مقدمة من جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وجامعة الدول العربية، وجمعية الهلال المصري، والسفارة السودانية بمصر، وذلك لدفعها إلى المناطق الأكثر احتياجا بدولة السودان الشقيق، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء السودانيين.
وأعرب المسؤولون عن تقديرهم الكامل للجهود التي تبذلها الدولة المصرية حكومةً وشعبًا للتغلب على كافة الشدائد التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق.
