مطالب بإسقاط حكومة الدبيبة.. آخر تطورات أزمة «المنقوش» في ليبيا
عبده حسن مصر 2030تشهد ليبيا منذ يومين حالة من عدم الاستقرار والتظاهرات بسبب اللقاء الذي جمع بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ووزير الخارجية الإسرائيلي في روما الأسبوع الماضي.
إسقاط حكومة الدبيبة
طالب اتحاد ثوار مصراتة بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتشكيل حكومة تسييرية يشارك فيها كل مكونات الشعب وتكون ذات اختصاصات محددة لمدة زمنية معينة، مؤكداً أنه غير معترف بحكومة الوحدة الوطنية وأن الحكومة لم تقم بالمهام المنوطة بها وهي الإعداد للانتخابات وصياغة الدستور.
كما طالب الاتحاد بمحاسبة كل من أخطأ في حق الشعب الليبي كائنا من كان حتى ينال جزاءه ويكون عبرة لمن بعده، وحمل كل الساسة الموجودين الآن المسؤولية على ما حدث ويمكن أن يحدث من اختراقات أمنية ومهزلة سياسية قد تزيد من تعقيد المشهد.
المنقوش تفر من تركيا إلى لندن
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الاثنين بأن نجلاء المنقوش فرت إلى تركيا، ونقلت الصحيفة عن مستشارة للوزيرة، أنها فرت إلى تركيا خوفا على سلامتها.
وقالت سالمين أسعد مستشارة الوزيرة للصحيفة، إن المنقوش سافرت جوا إلى تركيا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، مضيفة أن الناس غاضبون وأشعلوا النيران احتجاجا.
وفي نفس الوقت قالت بوابة الوسط الليبية عن مصدر إن وزيرة خارجية حكومة الوحدة غادرت تركيا إلى لندن.
إقالة المنقوش
قام رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الديبية، أمس الاثنين، بإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش على خلفية لقائها مع نظيرها الإسرائيلي، وذلك بعدما كان قد أحالها للتحقيق بسبب اللقاء، الذي كان الأول على الإطلاق بين كبار الدبلوماسيين في ليبيا وإسرائيل، والذي تم في روما الأسبوع الماضي.
إسرائيل تعلق
وحول هذا اللقاء خرج كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي وقال إنه ناقش أهمية الحفاظ على تراث الطائفة اليهودية في ليبيا، بما في ذلك تجديد المعابد والمقابر.
وتناولت المحادثات المساعدات الإسرائيلية المحتملة في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه، بحسب الخارجية الإسرائيلية.
بيان مجلس النواب الليبي
واجتمع مجلس النواب الليبي، أمس، اجتماع طارئ لمناقشة موضوع هذا اللقاء، وجاء في الاجتماع، أن إسرائيل تؤكد عدم وقوفها خلف تسريب معلومات عن لقاء وزير خارجيتها بنظيرته الليبية.
كما قاموا بالتحية لكل أبناء الشعب الليبي الذين خرجوا في أغلب الشوارع الليبية رفضاً للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وقرار سحب الثقة من حكومة الدبيبة كان صائبا ونطالب التحقيق معها من قبل النائب العام بانتحال الصفة والفساد والتواصل مع الكيان الصهيوني.
بالإضافة إلى أن الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب هي الشرعية بعد فشل كل المحاولات مع حكومة الوحدة الوطنية، وتقرر نشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة من أجل تشكيل حكومة جديدة مصغرة بالتعاون مع البعثة الأممية تعمل على تنفيذ الانتخابات في أسرع وقت ممكن.
وتم توصية لجنة بالتأكيد على عدم السماح بالترشح للانتخابات لكل من ثبت تورطه في اللقاء مع أي طرف من الكيان الصهيوني.
تظاهرات واحتجاجات
وكانت قد انتشرت احتجاجات متفرقة في طرابلس وبلدات أخرى في غرب ليبيا، واقتحم متظاهرون مقر وزارة الخارجية للتنديد بالاجتماع، بينما هاجم آخرون وأحرقوا مقر إقامة رئيس الوزراء في طرابلس، وفي بلدة الزاوية أحرق متظاهرون العلم الإسرائيلي، بينما حمل آخرون العلم الفلسطيني.
كما اندلعت احتجاجات في مدينة مصراتة، معقل الدبيبة، بحسب لقطات تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.
بيان الخارجية الليبية
ونشرت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الليبية بيانا قائلة، تؤكد الخارجية الليبية التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتشدد على تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهذا موقف راسخ لا تراجع عنه، وتعلن الوزارة أن الوزيرة نجلاء المنقوش رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرفٍ ممثل للكيان الإسرائيلي ومازالت ثابتة على ذلك الموقف بشكل قاطع، ووفقا لنهج حكومة الوحدة الوطنية الليبية والمواقف الراسخة في وجدان الشعب الليبي.
وأفادت الوزارة بأن بيانات الإدانة والرفض المتكررة والصادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الرافضة للاستيطان الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة على المخيمات الفلسطينية والمسجد الأقصى، هي تعبير واضح عن موقف دولة ليبيا والوزيرة الثابت من هذه القضايا وعبرت عنه الخارجية الليبية بشكل دائم، وعليه فإن ما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير مُعدّ مسبقا أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات، بل أكدت فيه الوزيرة ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكلٍ جَليّ و غير قابل للتأويل.