انقلاب النيجر.. هل خدع الغرب نفسه؟
مارينا فيكتور مصر 2030رأى تحليل نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن الأزمة الحالية في النيجر، تستمر في اكتساب أبعاد جديدة، في مقدمتها اختيارات واصطفافات الغرب لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية.
هل خدع الغرب نفسه؟
فعلى مدى العقود الستة الماضية، شهدت النيجر خمسة انقلابات، لكن ما حدث في 26 يوليو 2023، مختلف، ويأتي بعد عامين فقط من أول انتقال ديمقراطي للسلطة في بلد يُنظر إليه الآن على نطاق واسع على أنه آخر حصن للغرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.
وفي زيارة للنيجر في مارس الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن البلاد "نموذج للديمقراطية".
لكن يبدو أن الغرب خدع نفسه حين تصور أن النيجر كانت تسير على مسار أكثر استقرارا مما كانت عليه في الحقيقة، بحسب المجلة.
فمباشرة بعد الاستيلاء على السلطة، ألغى المجلس العسكري النيجري اتفاقيات الدفاع الفرنسية، وقيل إنه اجتمع مع قادة شركة "فاجنر" شبه العسكرية الروسية، لمناقشة أشكال التعاون الممكنة.
الهجمات الإرهابية
وبنفس السرعة، تضاعفت الهجمات التي تشنها الجماعات الإرهابية المتحالفة مع تنظيمي القاعدة وداعش، على حدود النيجر.
في هذه الأثناء، أطلق اثنان من قادة المتمردين السابقين المتحالفين مع الرئيس النيجري المحتجز لدى المجلس العسكري، محمد بازوم، حركات مسلحة جديدة لإعادته إلى السلطة.
وفي الـ 26 من يوليو الماضي، تم احتجاز بازوم في منزله من قبل قوات الأمن الرئاسية التابعة له، وفي غضون 48 ساعة، حصل رئيس حرسه، الجنرال عبد الرحمن تشياني، على دعم من الجيش وعين نفسه رئيسا للحكومة الانتقالية.
ولا زال بازوم عالقا في قصره الرئاسي، بينما تترقب العيون أي تدخل عسكري محتمل من مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس).
وقد تمسك تشياني بموقفه، محذرا من أن أي محاولة للتدخل العسكري، لن تكون بمثابة "نزهة في الحديقة".
وبحسب تحليلات نشرتها مجلات أمريكية، فإن ما حصل في النيجر لا يمكن اعتباره أمرا مفاجئا، مشيرة إلى أن التوترات الداخلية كانت هي الدافع المباشر للانقلاب.