هجمات دموية لداعش في سوريا.. الأسباب والتداعيات
مارينا فيكتور مصر 2030أوقع هجوم جديد شنه تنظيم "داعش" الإرهابي على حافلة تابعة لقوات الجيش السوري، العشرات من القتلى والجرحى، وحرك رياحا كانت خامدة.
ويعتبر الهجوم الإرهابي هو الثالث منذ مطلع أغسطس الجاري، إذ قتل 3 عناصر من الجيش السوري جراء محاولة التنظيم الإرهابي السيطرة على حاجز عسكري في منطقة عمدان بمحافظة الرقة (شمال)، قبل أيام.
وقُتل 7 جنود سوريين مطلع الشهر الجاري جراء هجوم على قافلة تضم صهاريج للنفط في ريف حماة الشرقي، قبل أن يشن إرهابيو داعش هجوما على حافلة تابعة للجيش السوري خلفت 33 قتيلا وجريحا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
هجمات دموية
ورغم الإعلان بشكل رسمي عن هزيمة "داعش" عسكريا عام 2019 وتفكيك بنية التنظيم الإرهابي الذي سيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية عام 2014، إلا أن عودة الهجمات الدموية فتحت الباب أمام كثير من التساؤلات.
يشار إلى أن الهجمات الدموية، تأتي في ظل ضربات عسكرية تستهدف تحركات "داعش" وقادته من قبل القوات السورية، وكذلك قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.
تغيير في "التكتيك"
وفي هذا الإطار، قال المحلل العسكري العميد هيثم حسون، في تصريحات صحفية، إن التصعيد الأخير لـ"داعش" هو في الأساس محاولة لإثبات أن التنظيم لا يزال موجودا، ولا يزال قوياً".
وتطرق حسون إلى الطريقة التي ينفذ بها "داعش" عمليات استهداف قوافل الجيش السوري، معتبراً أن "أسلوب التنظيم تغير وأصبح يتبع طرقا تكتيكية جديدة تعتمد على المجموعات الصغيرة التي تستطيع الاستفادة من التضاريس، وبالتالي التحرك بشكل مموه والوصول إلى مناطق تحرك القوات المسلحة وشبكة الطرق الصحراوية على وجه التحديد".
ووفق المتحدث ذاته، يستغل "داعش" عدم تطبيق إجراءات حماية كافية من قبل القوات السورية التي تتحرك على هذه المحاور، وبالتالي تقوم الخلايا الإرهابية المزودة بمعلومات استخباراتية بتنفيذ الهجمات بطريقة الإغارة والكمائن، عبر مجموعات قتالية صغيرة، ومن ثم الانسحاب من المنطقة بشكل سريع.
في الوقت ذاته، اتهمت وزارة الخارجية السورية القوات الأمريكية بأنها "ارتكبت جريمة جديدة باستهدافها وتنظيماتها الإرهابية حافلة تقل عدداً من عناصر الجيش جنوب شرق دير الزور"، في إشارة على ما يبدو للهجوم الأخير ضد القوات السورية.
وفي المقابل، تؤكد أمريكا على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، التزامها بمكافحة ودحر "داعش" والإرهاب كافة.
وحذر بلينكن من أن الإبقاء على مسلحي "داعش" الأجانب في المخيمات يهدد بعودة التنظيم الإرهابي، قائلا في هذا الصدد "يجب إعادة المقاتلين الأجانب لبلادهم من المخيمات في سوريا".
وطالب بلينكن الدول المعنية باستعادة مسلحيها، مشددا على ضرورة هذه الخطوة التي وصفها بـ"المهمة" من أجل تفكيك "مخيم الهول" في سوريا.
وكان تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق، قد واجه هزائم متتالية في البلدين وصولاً إلى تجريده من كل مناطق سيطرته عام 2019.
ومنذ خسارته لمناطق سيطرته قتل 4 من زعماء داعش، كان آخرهم أبوالحسين الحسيني القرشي، الذي قتل في اشتباكات في شمال غرب سوريا، وأعلن التنظيم في الثالث من أغسطس اختيار أبوحفص الهاشمي القرشي خليفة له.