4 أشهر من الصراع.. مخاوف من استمرار الحرب في السودان لسنوات
مارينا فيكتور مصر 2030اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ١٥ إبريل الماضي، وكان كل من الطرفين يعتقد أنه سيفوز بها سريعاً، ولكن بعد 4 أشهر، فقد الجيش السيطرة الكاملة على الخرطوم وخسرت قوات الدعم السريع أي شرعية سياسية، وفق خبراء.
ويرى الخبراء، أن الحرب في السودان امتدت لزمن أطول مما كان متوقعاً لها بل أكثر من الزمن الذي قدره مَن خططوا لها، إذ لم يكن أحد يتوقع أن تستمر لأكثر من أسبوعين في أسوأ أحوالها.
وبحسب الخبراء، فإن الجيش كان يظن أن "الحسم سيتم في وقت وجيز على اعتبار أنه يعرف تفاصيل تسليح قوات الدعم السريع وأن لديه ضباطاً منتدبين للعمل في الدعم السريع".
حصيلة القتلى
خلال 4 أشهر، قُتل 3900 شخص على الأقل، ونزح أكثر من 4 ملايين، والحرب متواصلة.
ويقول ضابط سابق في الجيش السوداني، في تصريحات صحفية، إن "قيادة الدعم السريع أعدت خطوط إمدادها ولذلك كانت أولوياتها السيطرة على مداخل العاصمة".
وتسيطر قوات الدعم على المدخل الغربي للخرطوم الرابط بين العاصمة وولايتي دارفور وكردفان عند الحدود الغربية لأم درمان (ضاحية الخرطوم)، كما تسيطر على الطريق الذي يربط العاصمة بولايات الوسط وشرق السودان.
واختار الجيش حماية قواعده الأساسية، غير أن قوات الدعم السريع كسبت أرضاً في الأحياء السكنية التي كانت أقامت مقارَّ فيها وباتت منذ بداية الحرب تسيطر على العديد من المنازل والمستشفيات ومؤسسات بنى تحتية أخرى، بحسب حديث الضابط .
وأشار إلى أن «هذه حرب بطبيعتها تفترض الاعتماد بشكل أساسي على قوات المشاة بما أنها حرب داخل مدينة».
ولم يعد الجيش منذ سنوات طويلة مهتماً بسلاح المشاة الحاسم في مثل هذه المواجهات؛ إذ اعتمد خلال الحرب في جنوب السودان على متطوعين، وبعد انتهاء حرب الجنوب وبداية القتال في إقليم دارفور، استعان الجيش بحرس الحدود، وهي قوات من القبائل العربية لا من الجيش النظامي، وبعد ذلك بالدعم السريع.
وبدا البرهان مسيطراً على الوضع بعد الانقلاب الذي نفذه في عام 2021، بمساندة نائبه آنذاك محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي.
وإذا كانت الحرب بدت في أيامها الأولى وكأنها صراع على السلطة بين جنرالين؛ فقد باتت اليوم أطراف أخرى متداخلة فيها، بعد أن دعا الطرفان إلى التعبئة العامة.
من ناحية الجيش فتحت هذه الدعوة الباب أمام الإسلاميين وهم الأكثر استعدادا، غير أن مشاركتهم وغيرهم في القتال ستؤدي إلى إطالة أمد الحرب وتعقيد العلاقات الدبلوماسية للسودان، وفق الضابط السابق.
في هذا الوقت، تتوسع الحرب يومياً إلى مدن جديدة في ظل انسداد أفق الحل السياسي، ويرى دبلوماسيون أن «الحرب قد تدوم سنوات».