أوضاع إنسانية معقدة وأمراض مُعدية.. حروب من نوع آخر في السودان

يتعرض السودان لأجواء مشتعلة، وأوضاع إنسانية معقدة، تعيش على وقعها العاصمة السودانية الخرطوم وعدة مدن، أجبرت آلاف المدنيين على الفرار من منازلهم.

كما يواجه السودانيون خطر تفشي الأمراض المعدية مع بدء موسم الأمطار، في ظل معاناة النظام الصحي في العديد من المناطق نتيجة استمرار الصراع المسلح.

ويشهد السودان تواصل الصراع المسلح لأكثر من مائة يوم في البلاد، ومع بدء موسم الأمطار وتعرض الخرطوم لهطول الأمطار الغزيرة لأيام متتالية في أغسطس يتزايد خطر تفشي الأمراض المعدية.

أمراض معدية

ويأتي موسم الأمطار هذا العام في ظل شلل نظام الخدمة العامة الأساسية في منطقة العاصمة وتوقف أعمال جمع القمامة والتخلص منها وتنظيف الشوارع وتطهيرها بسبب تواصل النزاع المسلح في البلاد.

ومع الأضرار البالغة التي لحقت بمرافق معالجة المياه في منطقة العاصمة جراء النزاع المسلح، باتت القمامة غير المعالجة عرضة لنمو البكتيريا وقد تتسرب إلى نظام إمدادات المياه في المدينة محمولة مع مياه الأمطار مما قد يتسبب في تلوث واسع النطاق.

وقالت منظمة الصحة العالمية قبل أيام إن بعض المناطق في السودان شهدت تفشي الحصبة والكوليرا، وقد توفي أكثر من 30 مصابا بالحصبة من بين 2000 حالة إصابة.

أجواء مشتعلة

واندلعت اشتباكات جديدة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، الأربعاء، جنوبي الخرطوم، ما أدى إلى تدمير منازل، وقطع خدمات الكهرباء والمياه والإنترنت، مع صعوبة بالغة في الحركة.

وحسب الشهود، فإن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، خاصة في أحياء "الكدرو"، و"الحلفايا"، و"شمبات" ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان.

وأفاد الشهود بأن الطيران العسكري، حلق بكثافة في سماء المدينة، مع سماع أصوات المدافع والقذائف.

انتهاكات مروعة

ومع استمرار الاشتباكات العنيفة، قالت منسق الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، في بيان، "في الشهر الرابع من النزاع المستفحل في السودان، لا يزال المدنيون ومعهم اللاجئون يتعرضون لانتهاكات مروعة".

وأضاف أن قتل واستهداف الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر المحتجزين رهائن بسبب هذه الحرب المستمرة أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف على الفور.

وأوضح البيان أنه لم يتمكن العديد من المحاصرين بسبب القتال، في بعض الحالات منعوا فعليًا من البحث عن الأمان في مكان آخر، مشيرًا إلى أن أولئك الذين يمكنهم الهروب يواجهون مخاطر أخرى، فهم معرضون لسوء المعاملة والسرقة والمضايقات أثناء رحلاتهم إلى مناطق أكثر أمانًا.

وأضاف: "وفي الأسبوع الماضي التقيت باللاجئين الإريتريين الذين كانوا يعيشون في العاصمة الخرطوم، إلى أن أجبرهم القتال على المغادرة إلى مستوطنة ود شريفي في ولاية كسلا. وقد تحدثوا عن المخاطر التي تنطوي على مغادرة العاصمة ومخاوفهم من التعرض للمضايقات أثناء المرور".

وتابع: "يجب أن يتمكن جميع الفارين من القتال في السودان من القيام بذلك بأمان. فللشعب السوداني، وكذلك اللاجئون في البلاد، الحق في البحث عن الأمان في السودان أو دول الجوار. وإنني أناشد جميع الأطراف أن تكفل التمسك بهذا الحق الأساسي".