شهد افتتاح مسجد الحسين ومنحه الرئيس وشاح النيل.. من هو سلطان البهرة بالهند؟
مارينا فيكتور مصر 2030استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه أنجاله الأمير جعفر الصادق عماد الدين، والأمير طه نجم الدين، والأمير حسين برهان الدين، وذلك بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، ومفضل محمد، ممثل السلطان بالقاهرة.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس رحب بالسلطان "مفضل سيف الدين" ضيفا عزيزا على مصر.
وأشاد بالعلاقات التاريخية بين مصر وطائفة البهرة، مثمنا الدور المقدّر للسلطان والطائفة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، فضلاً عن الأنشطة الخيرية المتنوعة في مصر، بما يتكامل مع جهود الدولة لتحقيق التنمية، وحرصها على تطوير القاهرة التاريخية واستعادة وإبراز طابعها الحضاري الأصيل.
ومنح الرئيس السيسى السلطان "مفضل سيف الدين"، سلطان البهرة، وشاح النيل، تقديرا لجهوده المتواصلة في مصر على المستويات الثقافية والخيرية والمجتمعية.
افتتاح مسجد الحسين بمصر
وظهر السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة، بجوار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح تجديدات مسجد الحسين، تقديرا لمشاركة الطائفة في عملية التجديد.
ماذا تعرف طائفة البهرة؟
تعني كلمة "البهرة" التجارة بالهندية، وترمز لواحدة من أشهر الطوائف الإسلامية المنتمية للشيعة الإسماعيلية، والتي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي عام 1094.
واختار المستنصر ابنه المستعلي ليكون واليا، فنشب الخلاف بين الأخوين وانتهى لصالح الطائفة المستعلية التي هُزمت بهزيمة الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي أسس الدولة الأيوبية وهزم الفاطميين وطردهم من مصر عام 1174، لينطلق البهرة إلى العديد من دول العالم.
وانتقل البهرة إلى مصر خلال ستينيات القرن الماضي، ويعمل أغلبهم بالتجارة، ويعد مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي هو القبلة الأساسية التي يذهبون إليها لأداء طقوسهم، وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عددهم في مصر يصل إلى نحو 15 ألف شخص.
ويعمل البهرة على إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبورهم ومساجدهم، ويدفعون أموالا طائلة لترميمها، إذ ساهم سلطانهم في ترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والحسين.
ويستخدم البهرة تقويما قمريا إسلاميا بصيغة خاصة، جرى تطويره منذ زمن الفاطميين ويعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التاريخ الإسلامي المعتاد.
للبهرة عيدان كل عام، أولهما يتم الاحتفال به يوم 18 من شهر ذي الحجة، وله طقوس خاصة، إذ يصومون هذا اليوم ويصلون ركعتين عند الغروب؛ والعيد الثاني يستمر خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم، إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين، ويحتفلون به في مساجد الحاكم بأمر الله، والجيوشي، والحسين.
ويحتفل البهرة في مصر بمولد زعيمهم محمد برهان الدين سلطان في 11 مارس من كل عام، وتقام الاحتفالات على مدار أسبوع كامل داخل مسجدي الحاكم بأمر الله والأقمر، وفي وقت الاحتفال يزدحم مسجد الحاكم بأمر الله عقب صلاة الفجر بالبهرة مرتدين زيهم المميز.
من هو سلطان طائفة البهرة؟
مفضل سيف الدين هو سلطان البهرة الحالي، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين.
وولد مفضل سيف الدين في مدينة سورات الهندية في 20 أغسطس 1946، وينتمي إلى أسرة توارثت زعامة طائفة البهرة منذ مدة طويلة، واعتنقت الإسلام منذ بزوغ شمسه في شبه القارة الهندية.
وتولى تربيته وتعليمه والده السلطان الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وله خمسة أبناء، ثلاثة من الذكور أولهم الأمير جعفر الصادق ثم الأمير طه ثم الأمير حسين، وابنتان.
وبحسب معتقدات طائفة البهرة وتنص عليه كتبهم، فإنه لا يتولى زعامتهم سلطان جديد إلا بنص وتعيين من السلطان السابق، لذا فإن سلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين عين نجله مفضل سيف الدين خلفا له (وليا للعهد) قبل وفاته بسنين عام 2011 في مدينة مومباي أمام مئات الآلاف من أبناء الطائفة.
ومنحت جامعة كراتشي الباكستانية مفضل سيف الدين شهادة الدكتوراه في الآداب في سبتمبر 2015، تقديرا لجهوده الخيرية في العمل على توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين.
كما منحته الهند جائزة السلام العالمية في 23 سبتمبر 2015، اعترافا بما وصفته بمساعيه القيمة وحرصه على تقدم الحريات الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وجهوده في إنشاء مشروع توزيع الغذاء وتأمينه في جميع انحاء العالم (فيض الموائد البرهانية)، ومساعيه لتعزيز دور المرأة الاجتماعي والاقتصادي.