متخصص في الشأن السوداني لـ”مصر 2030”: الحرب مستمرة ولا تفاوض
علي حسين مصر 2030استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من مناطق العاصمة السودانية الخرطوم وخصوصا مدينة أم درمان، التي أدى القصف المتبادل فيها إلى مقتل 4 أشخاص في حي "ودنوباوي" في وسط المدينة منهم 3 من أسرة واحدة.
يأتي هذا فيما أعلنت قوات الدعم السريع إحكامها الحصار على مقر سلاح المهندسين في أم درمان، والذي يعتبر أحد أهم المقرات الاستراتيجية للجيش؛ وذلك بعد ساعات من إعلان الدعم السريع السيطرة الكاملة لولاية وسط دارفور ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية في إقليم دارفور.
وإضافة إلى أم درمان جرت معارك في وسط وشرق وجنوب الخرطوم حيث يوجد سلاح المدرعات المهم الذي يعتبر واحدا من المقرات العسكرية القليلة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش حتى الآن.
من جانب آخر، يتفاقم التدهور المستمر في الأوضاع الصحية والإنسانية؛ حيث أعلنت وزارة الصحة عن وصول عدد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة في العاصمة إلى 100 من أصل 130 مستشفى في وقت تعاني فيه بقية المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات والأدوية والمعدات والكوادر الطبية والتيار الكهربائي.
وتسبب القصف الجوي والأرضي المتزايد؛ يعيش سكان العاصمة الخرطوم أوضاعا إنسانية معقدة للغاية في ظل تدهور المخزون الغذائي وارتفاع الأسعار ونقص السيولة الناجم عن توقف أنشطة 60% من سكان العاصمة التي يعتمد 80% منهم على الأنشطة اليومية التي أصبح من الصعب ممارستها في ظل الأوضاع الأمنية الحالية.
لا يوجد تفاوض بين الأطراف
قال الباحث سمير رمزي، المتخصص في الشأن السوداني، إنه لا يوجد مؤشرات حالية على قُرب نهاية الأزمة في السودان، ومن هذه المؤشرات تعثر مفاوضات جدة نتيجة خلافات الطرفين حول ترتيبات وقف إطلاق النار، وانسحاب وفد الجيش التفاوضي.
وأضاف الباحث سمير رمزي في تصريحات خاصة لـ"مصر 2030"، أن المواجهات العسكرية مستمرة في العاصمة وأنحاء مختلفة من البلاد، ومن المرجح أن تستمر المواجهات خلال المستقبل القريب، فلا تعد البيئة الإقليمية في غرب السودان مُحفزة على تسوية الصراع بشكل سلمي.
وأكد المتخصص في الشأن السوداني، أن أحداث النيجر إرباك حسابات الأطراف الدولية والإقليمية الراغبة في تحقيق السلام بالسودان، وتدفعهم إلى إعادة ترتيب أولوياتهم وطبيعة تعاطيهم مع قضايا الساحل والصحراء بصفة عامة.