بدأت بمتحور أوميكرون وانتهت بمرض غامض.. ماذا يحدث في إفريقيا؟
إيمان عبدالمقصود مصر 2030يبدو أن عام 2021 يأبى أن يذهب دون انتشار مرض جديد وغامض في إفريقيا خاصة بعد ظهور متحور كورونا الجديد "أوميكرون" والذي يعد
الأخطر من بين المتحورات، ولكن بعد سماع حدوث وفيات بمرض غامض فى دولة إفريقيا، جعل العالم يحبس أنفاسه لوهلة من الزمن، ليضع الجميع في حيرة من أمره وسؤال واحد يدور في ذهنه هل ينتشر المرض الغامض ليطول باقي بلدان العالم؟.
ولكن ماقصة هذا المرض الغامض الذي أودى بحياة 89 شخصًا وماهي الدولة التي ظهر فيها هذا المرض، كل ذلك وأكثر سنتعرف عليه في سياق التقرير التالي:
مرض غامض يظهر في دولة إفريقية
ظهر الحديث عن مرض غامض منذ 5 أيام عن طريق منظمة الصحة العالمية والتي قالت إنه أودى بحياة 89 شخصًا في جنوب السودان ولكن لم
تحدد نوعه بالضبط، إذ أن تلك الوفيات حدثت في منطقة ضربها الفيضان في جنوب السودان.
ومن هنا تأهبت الصحة العالمية لهذا المرض الغامض خاصة أن ظهور مرض آخر قد يشكل مصدرًا تهديدًا آخر قادم من إفريقيا بعد ظهور متحور
أوميكرون، وانتقال عدواة لكافة دول العالم، الذعر الذي أحدثه "المرض الغامض" دفع منظمة الصحة العالمية لإرسال فريق استجابة لتقيم المخاطر والتحقق في الأمر، وفق لما أعلنته شيلا بايا المسؤولة في مظمة الصحة العالمية.
كشف اللغز عن المرض الغامض
يبدو أن الوضع كان مرعبًا جدًا، خاصة وأن المرض الغامض قد يتعدى نطاق القارة السمراء، وعليه أرسلت المنظمة العالمية طائرة هليكوبتر تنقل الفريق التابع لها لدراسة المنطقة المتضررة في جنوب السودان.
أما مؤخرًا كشفت جنوب السودان متمثلة في وزارة الصحة اللغز عن هذا المرض الغامض وأكدت أن وفاة 89 شخصًا كان جراء وباء الملاريا الناجم عن الفيضانات التي اجتاحت البلاد وقالت إن اللغز تم الكشف عنه بعد إرسال فريق ميداني للتقصي حول ظهور هذا المرض وبالتحديد في منطقة فانجاك بولاية جونقلي.
وأوضحت التقارير التي أعدها الفريق الطبي المكلف بالكشف عن هذا المرض الغامض أن الانتشار الوبائي للملاريا هو الذي أودى بحياة 89 شخصًا خلال الشهر الماضي.
متى ظهر هذا المرض الغامض؟
ولكن متى ظهر هذ المرض الغامض، بدأت قصة هذا المرض الغامض في نوفمبر الماضي، إذ تلقت الصحة الجنوب سودانية بلاغات عن وفيات بمرض غامض بين الأطفال والمسنين فى مقاطعة فانجاك بولاية جونقلي، ولكن يبدو أن الأمر الذي أثار القلق هو أعراض هذ المرض والتي تمثلت في الحمى المرتفعة والإسهال والوهن والآلام في منطقة الصدر.
وبحسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تضرر أكثر من 700 ألف شخص في جنوب السودان من "أسوأ فيضانات تجتاح البلاد منذ ما يقرب من 60 عامًا"، وألقت باللوم على تغير المناخ.
هل تعد إفريقيا معقل الأوبئة؟
عصفت العديد من الأوبئة القارة الإفريقية كان آخرها متحور كورونا الجديد أوميكرون والذي رصدت أولى حالته في جنوب إفريقيا والذي انتشر بعد ذلك بوتيرة سريعة حول العالم أجمع، إذ قالت منظمة الصحة العالمية أن المتحور الإفريقي الجديد أوميكرون يتفشى بمعدل غير مسبوق مقارنة بغيره من السلالات.
فيما تشير بيانات الاستقبال بمستشفيات جنوب إفريقيا في كل المقاطعات لارتفاع متزايد إلى حدٍ ما في الإصابات بكوفيد، ومع ذلك واستنادًا إلى الأرقام المسجلة، فإن أعداد الإصابات لا ترتفع بالسرعة المتوهَّمة، ولا يحتاج لأجهزة التنفس الاصطناعي والأكسجين غيرُ القليل من هؤلاء المصابين، كما أنهم لا يُحتجزون بالمستشفيات سوى لفترات قصيرة.
وأشارت مؤسسة ديسكفري هيلث الصحية في جنوب إفريقيا إلى أن نسبة استقبال المستشفيات للإصابات الناجمة عن أوميكرون بين البالغين لا تتجاوز 30 في المئة مقارنة بالنسبة الناجمة عن السلالة السابقة من كورونا، لكن ذلك لا يعني أن سلالة أوميكرون أقلّ خطرًا، بحسب باحثين كبار من جنوب إفريقيا.
ويُعزى الفارق الكبير في أعداد الإصابات الناجمة عن أوميكرون وتلك الناجمة عن غيره من سلالات كورونا، إلى حصول الكثيرين على لقاحات، فضلاً عن انتشار مناعة طبيعية بين الناس.
وتشير البيانات إلى أن الحصول على جرعتين من اللقاح، أو الإصابة بعدوى كورونا، لم يثبتا الجدوى التي كانت مأمولة في التصدي لأوميكرون، رغم استمرار الاعتقاد بأهمية كلّ منهما فيما يبدو في مقاومة تردّي حالة المصاب.
وتعزي فيكي بيلي، الباحثة في مستشفى كريس هاني باراغوانث في جوهانسبرغ، انخفاض معدلات استقبال المستشفيات لإصابات ناجمة عن أوميكرون إلى ارتفاع معدلات المناعة بين الناس.
وتقول بيلي: "لا دليل على أن متحور أوميكرون أقلّ خطورة من غيره من سلالات كورونا"، فيما حصلت نسبة 26 في المئة من سكان جنوب إفريقيا على التطعيم، بمعدل منخفض نسبيًا، ومن ثم فإن تجربة جنوب إفريقيا قد لا تكون محلاً للمقارنة بغيرها من الدول، فضلًا على أن جنوب إفريقيا تنعم بمعدلات مرتفعة جدًا من المناعة الطبيعية، وقليل من اللقاحات يمكن أن يتصدى بشكل كامل لعدوى أوميكرون، أمّا بالنسبة لمنْع تردّي حالة المصاب فإن اللقاحات لا تزال تقوم بعمل جيد ضد هذا المتحوّر الخطير.
وتشير دراسات أوليّة أجريت في جنوب إفريقيا إلى أن جرعتين من لقاح فايزر تقيان لشهور عديدة بنسبة تناهز 70 في المئة من تردّي حالة المصاب إلى مستوى يستوجب إدخاله إلى المستشفى، وتشير الدراسات إلى أن هذه النسبة تزيد عن 90 في المئة بعد تلقّي جرعة ثالثة من اللقاح.
ويشيع في جنوب إفريقيا كذلك استخدام لقاحات أخرى، من بينها جونسون أند جونسون، ومن ثمّ فإن هناك حاجة إلى الوقوف على الفوارق بين اللقاحات فيما يتعلق بمدى ثباتها أمام سلالات الفيروس.