الأشد لم يأتِ بعد.. اليونان تشهد أسبوعا من الحرائق الخانقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة
مارينا فيكتور مصر 2030تشهد اليونان منذ أسبوع حرائق خانقة وأدخنة سامة حولت أجمل بقاعها وأحد أكثر الوجهات السياحية اليونانية والأوروبية جذبا وشهرة، جزيرة رودس، إلى جحيم لا يطاق.
يأتي ذلك مع تزايد اندلاع حرائق الغابات في أوروبا وحول العالم، على وقع ظاهرة الاحتباس الحراري.
الحرائق في رودس
السلطات اليونانية وصفت عمليات الإجلاء من الجزيرة المشتعلة بأنها "الأكبر التي تشهدها البلاد على الإطلاق".
تسببت الحرائق في تدمير مساحات شاسعة من الغابات منذ اندلاعها، وفي إلحاق الأضرار بمنشآت سياحية ومرافق مدنية وخدمية، وسط توقعات بوصول درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية جراء ذلك.
اندلاع الحرائق في اليونان أمر مألوف عادة، لكن فصول الصيف الأكثر حرارة وجفافا خلال السنوات القليلة الماضية على وقع التغيرات المناخية، والتي تشهد هبوب الرياح أيضا، حولت البلاد لبؤرة لحرائق الغابات في أوروبا.
ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية هناك، استمرار الارتفاع في درجات الحرارة حتى نهاية يوليو الجاري.
هذا يضاعف، وفق خبراء، خطر استمرار موجة الحرائق لأيام وربما أسابيع أخرى، محذرين من أنه مع ارتفاع وتائر الاحترار العالمية، فإن وتيرة مثل هذه الحرائق ستزداد قوة وتدميرا .
لماذا اليونان؟
يشهد العالم والنصف الشمالي من الكرة الأرضية بصورة خاصة ولا سيما منطقة الخط الساحلي في الجنوب الأوروبي والشرق الأوسط موجة حر قاسية، تصنف على أنها الأشد منذ بدء تسجيل البيانات المناخية.
فحرائق اليونان انعكاس واضح لارتفاع درجات الحرارة التاريخي في يوليو الجاري، إذ تخطت حاجز 40 درجة مئوية ويعتبر التسجيل الأعلى في اليونان عبر تاريخها.
أدت الحرارة المرتفعة إلى جفاف مفاجئ في التربة وفقدانها للمحتوى المائي، انعكس ذلك على جفاف النباتات ما يجعلها وقودا جاهزا للاشتعال، ما إن توفرت الشرارة الأولى، سواء من عامل طبيعي كالبرق، تدحرج الحجارة، أو بسبب عامل بشري ناتج عن إهمال، وهو الأكثر ترجيحا في حرائق رودس، كونها تأوي في هذا الفصل من السنة عشرات آلاف السياح.
تضافرت عدة عوامل أخرى، قادت لتفاقم هذه الموجة الشديدة من الحرائق، أبرزها الرياح القوية التي تتعرض لها الجزيرة في مطلع فصل الصيف، كناتج طبيعي لتولد مناطق ضغوط جوية مختلفة بين اليابسة والبحر، ساهمت الرياح في انتشار ألسنة اللهب في الجزيرة بفعل الرياح الشمالية الغربية.
شمال الأرض الأكثر تضررا
الأخطر أن ما يعانيه العالم اليوم من تطرف درجات الحرارة ليس الأقسى مقارنة بالأعوام المقبلة، فالسنة الأشد حرارة لم تأت بعد وسيكون صيف 2024 أشد من صيف العام الحالي.
وهو ما تترتب عليه آثار مناخية وبيئية شديدة، ستطال خاصة النصف الشمالي من الكرة الأرضية، الذي سيكون المتضرر الأكبر من ارتفاع وتيرة الاحترار العالمي الذي سيصل إلى رقم قياسي جديد خلال العامين المقبلين.