«مطالب بالمقاطعة واستدعاء السفير».. غضب عربي متواصل من حرق القرآن في السويد
عبده حسن مصر 2030استنكار عربي واسع لسماح دولة السويد من تكرار وقائع حرق نسخة من المصحف الشريف على يد أحد المتطرفين هُناك.
وقام أحد الأشخاص ويدعى سلوان موميكا، أمس الخميس، بتمزيق العلم العراقي والقرآن وصور شخصيات دينية بارزة، من بينها زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، والمرشد الإيراني، علي خامنئي، أمام السفارة العراقية في ستوكهولم.
أول رد مصري
أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم ٢١ يوليو ٢٠٢٣، سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بتكرار التعدي على القرآن الكريم وتمزيقه في العاصمة السويدية استوكهولم، في تحدٍ سافر يتجاوز حدود حرية التعبير ويستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وينتهك مقدساتهم.
وأعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إزدراء الأديان وتفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعالي خطاب الكراهية في العديد من الدول، بما ينذر بتداعيات بالغة ومؤثرة على أمن واستقرار المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان.
وأكدت مصر على ضرورة أن تضطلع الدول بمسؤولياتها في التصدي لهذه الجرائم ومنع تكرارها ومحاسبة مرتكبيها، وأهمية احترام الدول لالتزاماتها الدولية لتعزيز التعايش السلمي والتناغم الاجتماعي ونشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر.
تحرك سعودي
وقالت الخارجية السعودية في بيان لها أمس: "تعرب وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين، التصرفات المتكررة وغير المسؤولة من قبل السلطات السويدية بمنح بعض المتطرفين التصاريح الرسمية التي تخولهم من حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، في تصرف يُعد استفزازا ممنهجا المشاعر الملايين من المسلمين حول العالم، وفي هذا الشأن".
وستستدعي وزارة الخارجية القائم بأعمال السفارة السويدية لدى المملكة لتسليمه مذكرة احتجاج تتضمن مطالبة المملكة السلطات السويدية باتخاذ كافة الإجراءات الفورية واللازمة لوقف هذه الأعمال المشينة، والتي تخالف كافة التعاليم الدينية والقوانين والأعراف الدولية، مؤكدة رفض المملكة القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان، وتحد من الحوار بين الشعوب.
البرلمان العربي
استنكر رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبدالرحمن العسومي، قيام السلطات السويدية بإعطاء تصريح لأحد المتطرفين لحرق نسخة من المصحف الشريف، وذلك للمرّة الثانية، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك بشكل فوري وعاجل، لوقف مثل هذه الاعتداءات على المصحف الشريف وحماية المقدسات الإسلامية، ومحذرًا في الوقت ذاته من خطورة تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم، كون ذلك سيدخل الجميع في دائرة من العنف.
كما دعا العسومي، الدول العربية للقيام بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد ومقاطعة منتجاتها وعدم السفر إليها، فضلا عن الترويج لحملة مقاطعة عالمية اقتصادية تقودها الشعوب العربية والإسلامية من أجل الضغط عليها لوقف مثل هذه الانتهاكات وعدم الاستهانة بمشاعر المسلمين ومقدساتهم، وأشاد بموقف الحكومة العراقية بالمبادرة بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع السويد، مؤكدا موقف البرلمان العربي الثابت والداعي إلى أهمية نشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان واحترام الرموز والمقدسات ونبذ الكراهية والتطرف.
العراق ترد
وفي بيان رسمي أمس الخميس، طلب العراق من السفيرة السويدية مغادرة أراضيه، وقرر سحب القائم بأعماله من ستوكهولم.
كما وجه رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم، وأنه وجه بالطلب من السفيرة السويدية في بغداد بمغادرة الأراضي العراقية، رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي.
الأزهر الشريف والمقاطعة
وأعرب الأزهر الشريف عن إدانته واستنكاره لما تمارسه السلطات السويدية من استفزازات مُتكررة في حق المقدسات الإسلامية، تحت شعار حرية التعبير الزائف، وأن ما تقوم به السلطات السويدية من منح موافقات لحرق نسخ من المصحف، يعكس تطرفاً بغيضاً ودعماً للإرهاب ومعاداة للمسلمين.
وشدد الأزهر على أن السماح بحرق نسخة من المصحف يمثل جريمة بحق الإسلام وحق الأديان والإنسانية، ووصمة عار على جبين هذه المجتمعات.
و دعا الأزهر الشعوب العربية والإسلامية لاستمرار مقاطعة المنتجات السويدية، واستمرار اتخاذ مواقف موحدة وجادة تجاه سياسات السويد المعادية للإسلام والمسلمين، والتي لا تحترم مقدسات الأديان، ولا تفهم إلا لغة المال والمصالح المادية.
مجلس التعاون الخليجي
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، عن إدانته واستنكاره الشديدين لاستمرار الاستفزازات لمشاعر المسلمين، وتدنيس نسخة أخرى من المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وشدد على أن هذه الأفعال المشينة وغير المقبولة تستفز مشاعر المسلمين في العالم أجمع، وعلى ضرورة التحرك الفوري والجاد من قبل سلطات السويد، لـوقف هذه التصرفات ومحاسبة المتطرفين، وأن هذه الأفعال الشنيعة والتحريضية والمنافية لمبادئ التسامح وحرية الأديان تدل على الحقد والكراهية والتطرف.
وأشار إلى أن الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان، التي انعقدت الأسبوع الماضي والقرار الصادر عنها بإدانة أعمال كراهية الأديان، التي أدانت كذلك الحادثة السابقة لحرق القرآن الكريم في السويد، مشدداً على ضرورة تفعيلها وتكاتف وتحرك كافة الدول والمنظمات الدولية، لمنع هذه الأفعال غير المسؤولة والتصدي لها بكافة الوسائل القانونية، وفقاً للقوانين والمعاهدات والأعراف الدولية التي تحمي وتصون الأديان.
رابطة العالم الإسلامي
أدانت رابطة العالم الإسلامي بأشد العبارات جريمة تدنيس نسخة من القرآن الكريم التي ارتكبها متطرف في العاصمة السويدية ستوكهولم، في تكرار مشين واستفزازي لمشاعر المسلمين.
وفي بيان للأمانة العامة للرابطة، نددت بهذه الممارسات العبثية النكراء التي تخالف كل الأعراف والمبادئ الدينية والإنسانية، وأعلن المجتمع السويدي مؤخرًا رفْضه لتلك الممارسات بكل وضوح، والتي تتم بكل أسف بموافقة رسمية بدعوى حرية التعبير، بينما هي في حقيقتها تسئ - في جملة إساءاتها - إلى المفهوم الحضاري والمنطقي للحريات، وفق مبادئها التي تنادي باحترام المقدس وعدم إثارة المشاعر نحوه بأي استفزاز تحت أي ذريعة.
وجددت الرابطة التحذير من أخطار الممارسات المحفزة للكراهية، وإثارة المشاعر الدينية، التي لا تخدم سوى أجندات التطرف.