شبكة الانترنت ومراحل تطور هذه الشبكة اللاسلكية التي تحكم العالم اليوم

صنعه الأمريكيون كسلاح حكومي في الحرب الباردة منذ أكثر من 50 عاما وذلك بعد أن تنبأ به نيكولا تسلا في أوائل القرن العشرين كسؤال خيالي عن إمكانية وجود نظام لاسلكي عالمي متصل بعقل واحد ثم طرح مفكرون ذوو رؤية مثل بول أوتليت وفانيفار بوش أنظمة تخزين آلية مفهرسة للكتب والوسائط العلمية.

ولكن لم تظهر المخططات العلمية الأولى للإنترنت إلا في أوائل الستينيات حينما أطلق جوزيف ليكليدر الذي يعتبر من أهم الشخصيات في تاريخ الحوسبة وصاحب أول تصور لشبكة الحاسوب العالمية قبل وقت طويل من تصميمها.

وكانت اسم فكرته "شبكة بين المجرات" لربط أجهزة الكمبيوتر بعضهما ببعض وتبادل البيانات فيما بينها ثم طور علماء الكمبيوتر هذه الفكرة لمفهوم "تبديل الحزمة" وهي طريقة لنقل البيانات الإلكترونية بأسلوب فعال أصبحت فيما بعد واحدة من اللبنات الرئيسية للإنترنت.

وفي أواخر الستينات ظهر أول نموذج أولي عملي للإنترنت وذلك عند إنشاء شبكة (ARPANET) أي شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة، وتم تمويلها في الأصل من قبل وزارة الدفاع الأمريكية وتم استخدام تبديل الحزم للسماح لأجهزة الكمبيوتر المتعددة بالاتصال بشبكة واحد.

وفي أكتوبر عام 1969سلمت أربانت (ARPANET) رسالتها الأولى من حاسوب إلى آخر حيث كان الأول في معمل أبحاث في جامعة كاليفورنيا والثاني في ستانفورد وكان كل واحد منهما بحجم منزل صغير وكانت الرسالة قصيرة من كلمتين فقط ورغم ذلك تحطمت الشبكة الوليدة وتلقى حاسوب ستانفورد أول حرفين فقط من الرسالة.

ثم ظهر بروتوكول التحكم في الإرسال وبروتوكول الإنترنت وعنوان الـ(آي بي) كما نعرفه اليوم لنقل البيانات بين شبكات متعددة واعتمدت ARPANET بروتوكول (TCP / IP) في الأول من يناير عام ألف وتسعمئة وثلاثة وثمانين 1983.

وكانت هذه البداية الحقيقية في تجميع “شبكة الشبكات” التي أصبحت الإنترنت الحديث ثم اتخذ عالم الإنترنت شكلا أكثر تميزا في عام ألف وتسعمئة وتسعين 1990عندما اخترع عالم الكمبيوتر تيم بيرنرز لي شبكة الويب العالمية التي يختلط بينها وبين الإنترنت نفسه إلا أن الويب هو في الواقع أكثر الوسائل شيوعا للوصول إلى البيانات عبر الإنترنت في شكل مواقع ويب وروابط تشعبية.

وانطلق قطار التطور منذ ذلك اليوم ومن المستحيل أن ينسب اختراع الإنترنت إلى شخص واحد فقد كان الإنترنت ثمرة كفاح وعمل العشرات من العلماء والمبرمجين والمهندسين الذين طور كل منهم ميزات وتقنيات جديدة اندمجت في النهاية لتصبح شبكة المعلومات العالمية الفائقة السرعة كما نعرفها اليوم.