آثارت الأزمات مؤخرًا.. ماذا تعرف عن «كتيبة آزوف»؟
عبده حسن مصر 2030عادت من جديد كتيبة آزوف إلى الواجهة، بعدما حدثت أزمة بسببها بين روسيا وتركيا.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، أمس السبت، إن تركيا انتهكت الاتفاقات بإطلاق سراح قادة محتجزين للوحدة التي دافعت لأسابيع عن مصنع للصلب في مدينة ماريوبول الأوكرانية.
وبموجب شروط تبادل الأسرى، كان مقررًا أن يبقى هؤلاء المقاتلون في تركيا حتى نهاية الحرب، وقال إن روسيا لم تبلغ بإطلاق سراحهم.
واصطحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، العائد إلى الوطن من زيارة إلى تركيا، 5 قادة من الكتيبة الأوكرانية السابقة في مدينة ماريوبول أُجبروا على العيش في تركيا بموجب شروط تبادل للأسرى في العام الماضي.
ما هي كتيبة آزوف الأوكرانية؟
نشأت كتيبة آزوف عام 2014، وكانت عبارة عن منظمة شبه عسكرية تضم مجموعة من الشباب المتعصبين، وفي ما بعد بدأت الوحدة اليمينة المتطرفة تكتسب نفوذاً واسعاً في البلاد.
وظهرت أولاً في مدينة ماريوبول على ساحل بحر آزوف، وتألفت عند نشأتها من مجموعة من مشجعي كرة القدم المتطرفين.
وخاضت أول تجربة قتالية لها، عندما خرجت لمحاربة الانفصاليين الموالين لروسيا بعد سيطرتهم على مدينة ماريوبول في يونيو 2014، وتمكنت بعد مواجهات عنيفة من استرجاع المدينة.
وفي نوفمبر 2014، قامت أوكرانيا بدمج كتيبة آزوف في القوات النظامية المسلحة، وأصبح جميع الأعضاء جنودًا متعاقدين يخدمون في الحرس الوطني، حتى أصبحت تشكل جزءاً أساسياً من القوات العسكرية الأوكرانية، وتسعى لقيادة البلاد.
منظمة قومية متطرفة
وتصف الكتيبة نفسها بأنها منظمة قومية متطرفة، يصب تركيزها بشكل أساسي على الصراع الدائر والمستمر بين روسيا وأوكرانيا، وتسعى لتحقيق استقلال الأمة وكرامتها.
وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، انضم مئات الأشخاص الذين قدموا من مختلف الدول الأوروبية إلى كتيبة آزوف لقتال الجنود الروسيين.
رغبة روسيا في السيطرة على آزوف
بحر آزوف، متفرع من البحر الأسود في جزئه الشمالي، ويتصل به عن طريق مضيق كيرتش، ويطل على الشواطئ الأوكرانية من شماله، وعلى روسيا من جهة الشرق، وشبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو منذ عام 2014، من الغرب، وبهذا فإن ماريوبول تعترض إمدادات الأسلحة التي ترسلها لروسيا لقواتها والموالين لها في أوكرانيا، وتحديداً القادمة من شبه جزيرة القرم غرباً، ومن القوات الموجودة في إقليم دونيتسك الانفصالي الموالي لروسيا، شرقاً، وبالسيطرة على ماريوبول والمنطقة المحيطة، ستسيطر القوات الروسية على بحر آزوف المرتبط بالبحر الأسود من خلال مضيق كيرتش، الذي تهيمن عليه موسكو بالفعل كونه يقع في شبه جزيرة القرم، ليصبح آزوف بمثابة بحر داخلي.
وإذا اكتملت السيطرة الروسية على ضفاف بحر آزوف، فإن موسكو ستتمكن من إدخال أسلحتها لقواتها في أوكرانيا، وربما تجعل سفنها الحربية أو غواصاتها النووية تتمركز فيه، لتدفع بميزان القوى في صالحها أكثر.