«الحرب مستمرة».. مستجدات الصراع داخل السودان
عبده حسن مصر 2030مع اقتراب دخول الحرب على شهرها الثالث لا يزال السودان يُعاني من سوء الأوضاع الناتج عن الصراع بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ولقي 20 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 100 في العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة أم درمان، خلال اشتباكات عنيفة جرت أمس الثلاثاء، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتعرضت العديد من أحياء العاصمة السودانية لعمليات قصف أرضي وجوي عنيفة أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو على صفحتها الرسمية في فيسبوك، قالت إنه يوثق لحظة إسقاطها طائرة من طراز ميغ تابعة للجيش السوداني، وهي ثاني طائرة تعلن هذه القوات إسقاطها خلال 48 ساعة.
وقال مستشار قائد قوات الدعم السريع مصطفى محمد إبراهيم، مساء الثلاثاء، إنه من المتوقع أن تستأنف الوساطة السعودية الأميركية جهودها لوقف إطلاق النار في السودان بداية الأسبوع المقبل.
وأضاف أنه من المحتمل أن يتم طرح مقترحات لوقف إطلاق النار على الجانبين، وذلك بعد توقف هذا الحوار بسبب عطلة عيد الأضحى.
وفي سياق آخر، أكد مستشار حميدتي أن الجيش السوداني تكبد خسائر كبيرة خلال المعارك حيث تم إسقاط ما لا يقل عن 20 طائرة، ما بين حربية ومروحية، منذ بدء المعارك كما تم القبض على بعض طياري تلك الطائرات، بحسب إبراهيم.
وأضاف أن لدى قوات الدعم السريع تمويل عسكري ومؤن تكفي لمواصلة القتال لمدة سنتين. وأكد إبراهيم أن قوات الدعم السريع لا تحصل على أي دعم خارجي في تأمين الأسلحة والمؤن، مشيراً إلى أن لديهم تمويلاً عسكرياً ولوجستياً ومؤناً تكفي للاستمرار في القتال لمدة عامين تقريباً، وهذه المؤن والأسلحة تم الحصول عليها من مواقع ومخازن الجيش التي تمت السيطرة عليها.
ومن جهة أخرى، ارتفع عدد الضحايا المدنيين إلى أكثر من 3 آلاف قتيل وحوالي 5 آلاف جريح في العاصمة الخرطوم وحدها، كما سقط آلاف الضحايا في مناطق مختلفة من إقليم دارفور الذي يشهد فوضى أمنية شديدة بسبب الاشتباكات المستمرة هناك منذ عدة أسابيع.
ويسعى كل طرف من طرفي النزاع تعزيز موقفه العسكري في العاصمة الخرطوم التي تضم أيضا مدينتي أم درمان والخرطوم بحري.
ويسيطر الدعم السريع على مواقع حيوية في الخرطوم مثل المطار والقصر الرئاسي ومجمع اليرموك للصناعات العسكرية وقيادة هيئتي الدفاع الجوي والاحتياطي المركزي، وعدد من مباني الوزارات وأقسام الشرطة وبنك السودان، بالإضافة إلى شوارع في المناطق السكنية والخدمية التي تقع فيها مقار الجامعات الحكومية والخاصة والمؤسسات الإنتاجية والصناعية.
أما الجيش يسيطر على سلاح المدرعات ذو الأهمية الاستراتيجية من الناحية العسكرية والذي تدور حوله معارك ضارية.
وفي أم درمان التي تضم أيضا مناطق عسكرية مهمة فإن الجيش يسيطر على قاعدة وادي سيدنا والسلاح الطبي وسلاح المهندسين، إضافة إلى نحو 60 في المئة من مجمل أحياء المدينة، وتمكّن الجيش كذلك من التوغل شمالا في مدينة الخرطوم بحري وتحديدا المناطق الشرقية والشمالية.
ويتقاسم الجيش والدعم السريع السيطرة على الجسور السبع الرابطة بين مدن العاصمة الثلاثة، بالإضافة إلى مداخل مناطق شرق النيل التي تدور حولها معارك ايضا.
وفي آخر إحصائية لأعداد النازحين السودانيين، كشفت الأمم المتحدة أنه أرتفع عدد النازحين في السودان إلى 2.8 مليون شخص منذ بدء الاشتباكات.
كما قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، مالك عقار، إن السودان يرحب بالدور الروسي في أي مفاوضات أو مبادرات ترمي إلى تسوية الأزمة في السودان، ونرحب بالدور الروسي في أي مفاوضات، فروسيا لم تفرض أي واقع معين ولم تضع خارطة طريق معينة، لكن وجود روسيا في أي من المفاوضات وفي أي من المبادرات التي تحصل مهم لنا.