ضربات موجعة لداعش باليمن منذ بداية العام.. وهذه علاقتهم بالحوثي
مارينا فيكتور مصر 2030تعرض تنظيم داعش في اليمن لضربات متتالية وموجعة، عقب سقوط العديد من خلاياه في قبضة الأجهزة الأمنية بالتزامن مع تراجع كبير بعملياته.
ويفتقر تنظيم داعش في اليمن إلى الموارد والقيادة، لذلك تمكنت الأجهزة الأمنية في البلاد من إسقاط خلايا التنظيم واحدة تلو أخرى كان آخرها، سقوط مسؤول أمني للتنظيم في محافظة المهرة، خلال عملية نوعية للداخلية اليمنية.
لكن ورغم سقوط خلايا داعش وتراجع عملياته، وتحدي اندماجه مع القوى القبلية لا سيما في محافظتي البيضاء ووادي حضرموت، إلا أن عناصر التنظيم الإرهابي ما زالوا يشكلون تهديدا محتملا.
وكان تنظيم داعش في اليمن توعد بشن عمليات إرهابية ضد التحالف العربي بقيادة السعودية والمجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي، والمقاومة الوطنية، وذلك في إصدار بعنوان: "إلى أين تذهبون؟" نُشر في أغسطس 2022.
سقوط الخلايا
في 1 يوليو الجاري ألقت الداخلية اليمنية القبض على مسؤول للاستخبارات في تنظيم داعش، وهو أجنبي يحمل الجنسية السورية في محافظة المهرة، شرقي البلاد، الذي يعرف داخل التنظيم بـ"الأمني العام للولاية".
وزارة الداخلية في حكومة اليمن المعترف بها دولياً قالت في بيان إن "المقبوض عليه يدعى "عبيدة الرزج"، ويكنى بـ"أبو دانية السوري"، وهو مسؤول الاستخبارات بتنظيم داعش، وكان يعمل كسائق شاحنة منتحلاً شخصية تحمل اسم "أحمد أنور العكف".
ضربة أمنية تأتي بعد أقل من شهرين على سقوط إحدى أكبر خلايا تنظيم داعش في قبضة السلطات الأمنية اليمنية، وتحديدا في يافع في محافظة لحج، جنوبي البلاد.
ففي 26 مايو، نجحت قوات الحزام الأمني في اليمن في ضبط خلية داعشية إرهابية تتألف من 7 أعضاء بينهم 4 أجانب، في أثناء تسللها من مناطق مليشيات الحوثي في محافظة البيضاء إلى المناطق الجنوبية المحررة.
وتضم الخلية الداعشية المضبوطة القيادي الداعش "أبو شامخ القحطاني"، وهو أجنبي لا يحمل الجنسية اليمنية، وكان يستقر في صنعاء قبل أن ترسله المليشيات الحوثية للمناطق المحررة.
واتهمت مصادر أمنية مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بإرسال خلية داعش بقيادة القحطاني لتنفيذ عمليات إرهابية في جنوب اليمن، مشيرة إلى أن المليشيات أرسلت بشكل متكرر خلايا داعشية لضرب عدن والمدن الجنوبية المحررة، وذلك في إطار تعاون تنظيمات داعش والقاعدة والحوثي.
وكانت الداخلية اليمنية ضبطت في 13 فبراير الماضي عنصرا خطرا من تنظيم داعش الإرهابي، وذلك في محافظة حضرموت (شرق) عقب أسابيع من ملاحقته بعد اغتياله جنديا مطلع يناير الماضي.
كما ضبطت في يوليو 2022 نحو 4 قادة بارزين في تنظيم داعش الإرهابي، وذلك ضمن حملة أمنية نوعية شاركت فيها وحدات أمنية وعسكرية خاصة في مديرية "القطن" في وادي حضرموت.
ومن بين المضبوطين قياديان داعشيان هما الإرهابي"أبومحمد المداني" مسؤول أمني بداعش في "قيفة" و"يكلا" في البيضاء، والإرهابي "عبادة العدني" قائد كتيبة المدفعية للتنظيم في ذات المحافظة الخاضعة للحوثيين.
داعش والحوثي
لم يعد خافيا تحالف الحوثي والقاعدة ضد تنظيم داعش في محافظة البيضاء (قلب اليمن) ضمن استراتيجية استهدفت من خلالها المليشيات إضعاف وتطويع التنظيمين الإرهابيين (القاعدة وداعش) في سبيل خدمة أنشطتها الإرهابية الواسعة.
تلك الاستراتيجية تمثلت بدفع مليشيات الحوثي لخلايا القاعدة وداعش إلى المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية، ووصل الأمر إلى مد تنظيم القاعدة بالطائرات المسيرة مؤخرا.
يأتي ذلك في وقت ترفع فيه مليشيات الحوثي شعار الحرب على الإرهاب كذريعة لتمددها في المحافظات اليمنية ولاعتقال اليمنيين، كان آخرها في 7 من أبريل الماضي عندما حاولت اعتقال أحد الأشخاص في صنعاء.
آنذاك خرجت مليشيات الحوثي على وسائل إعلامها تزعم أن عنصرين من داعش فجرا نفسهما داخل حافلة ركاب في أثناء محاولة القبض عليهما، ما أدى إلى مصرعهما ومقتل مواطنين اثنين، دون أن تبث أي لقطات مصورة للواقعة.
مصدر أمني بصنعاء نفى المعلومات الحوثية، وأكد أن ما حدث أن عناصر المليشيات الحوثية اعترضت حافلة ركاب للقبض على شخصين، إلا أن أحدهما ويدعى "إبراهيم الجراف" رفض تسليم نفسه وفجر قنبلة كانت بحوزة عنصر حوثي، ما أدى لمقتله مع عنصر المليشيات.
وتعتبر المزاعم الحوثية مسرحية مفضوحة، وأن المليشيات تبحث عن عمليات وهمية لتسويق نفسها أمام المجتمع الدولي أنها تحارب الإرهاب، فيما هي تتخادم بشكل واضح مع تنظيمي داعش والقاعدة.