كيف نجحت مصر في محاربة «فيروس سي»؟
عبده حسن مصر 2030تعد التجربة المصرية فى التعامل مع فيروس سي من التجارب الرائدة التي يحتذى بها على مستوى العالم.
وأكدت دراسة حديثة صادرة عن المرصد المصري التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية انه منذ انطلقت حملة قومية للقضاء على الفيروس في مصر منذ عام 2014 مع بدء استيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة، وفي عام 2015، حدثت طفرة حقيقية في السيطرة على المرض ومعالجته من خلال تطوير منظومة جديدة للعلاج تقوم على إنتاج أدوية محلية مماثلة.
وأشارت الدراسة الى أن المبادرة تمكنت من فحص 58 مليون شخص للكشف، ووضعت 2,5 مليون مريض على قائمة الأدوية العلاجية، موضحة أنه منذ عام 2018 تم دمج كل من الفحص الروتيني وتحويل الحالات الإيجابية في جميع الإجراءات الطبية الخاصة بمرضى الأقسام الداخلية في المستشفيات والإجراءات الخاصة بالفئات المعرضة لمخاطر مرتفعة.
ولفتت إلى أنه تم توفير خدمات إجراء فحص عند الطلب للكشف عن الإصابة بفيروس الكبد والحصول على الأدوية مدى الحياة، حيث استطاعت تحقيق هدف إعلان مصر خالية من فيروس سي، بعدما كانت من الدول الأعلى عالميًا في انشار الفيروس بين المواطنين.
ونجحت مصر في القضاء على فيروس سي في المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في 2018 للقضاء على الفيروس تحت شعار 100 مليون صحة.
وفي أكتوبر 2018، انطلقت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى للقضاء على فيروس سى، وذلك من خلال حملة قومية للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى سى والأمراض غير السارية، وقد نجحت الحملة فى فحص 80 مليون مواطن مصرى للكشف عن فيروس سى وأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة وتقديم خدمة المتابعة والتقييم والعلاج من خلال مراكز العلاج بمختلف المحافظات.
وكان إجمالى تكلفة المبادرة للقضاء على فيروس سى والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية حوالى 4 مليارات جنيه، من بينهم 2.5 مليارات جنيه تكلفة المسح و1.5 مليار جنيه تكلفة العلاج.
كما ساهمت المبادرة فى إعفاء الدولة من تحمل تكلفة علاج فيروس سى ومضاعفاته التى تصل سنويا إلى 64 مليارات جنيه من خلال الكشف المبكر عن المرض وعلاجه.
وكان هدف مصر هو ضرورة توفير الدواء لأى مريض فيروس سى وإتاحة التحاليل والكشف بالمجان.
واستهدفت المبادرة جميع محافظات الجمهورية وتوجيه المكتشف إصابتهم لتلقي العلاج بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية.
وسعت الحكومة من خلال المبادرة إلى خلو مصر من فيروس سي بحلول العام 2020، وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتي تمثل حوالى 70% من الوفيات في مصر.
في حين أتاحت الفرصة لعدد كبير من المواطنين للاطمئنان على صحتهم وعدم إصابتهم بالأمراض التي استهدفتها من خلال الكشف المبكر عنها.
فيما تم تشكيل فرق عمل لتنفيذ المبادرة ضم نحو 5484 فرداً، حيث تكون كل فريق من 3 أفراد، عضو طبي، وتمريض، ومدخل بيانات، وعمل كل فريق على فترتين، لاستقبال 60 مواطنا خلال فترة العمل الواحدة، وإجراء فحص فيروس سي، والأمراض غير السارية، وذلك للمواطنين ممن تزيد أعمارهم على 18 عامًا.
وخصص نحو 1412 مقرا لإجراء الحملة، منها وحدات الرعاية الأساسية، ومستشفيات وزارة الصحة، وسيارات العيادات المتنقلة، ومنشآت أخرى منها: مراكز الشباب وقصور الشباب، وغيرها، وما تم إتاحته بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجهات المعنية لتوفير 3108 أجهزة كمبيوتر وتابلت استخدمت في الحملة، كما توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة والسكان، والهيئة الوطنية للانتخابات، جرى من خلاله الاستعانة بقاعدة بيانات الناخبين للوصول لجميع المستهدفين بالمسح، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المبادرة التي انطلقت في أكتوبر 2018 في نوفمبر من نفس العام، حيث ضمُت المرحلة الأولى 9 محافظات، هي: جنوب سيناء ومطروح وبورسعيد والإسكندرية والبحيرة ودمياط والقليوبية والفيوم وأسيوط.
أما المرحلة الثانية فتم الانتهاء منها في فبراير 2019، وضمت 11 محافظة، هي: شمال سيناء والبحر الأحمر والقاهرة والإسماعيلية والسويس وكفر الشيخ والمنوفية وبنى سويف وسوهاج وأسوان والأقصر.
وكانت المرحلة الثالثة ما بين مارس وإبريل 2019، وضمت 7 محافظات، هي: الوادي الجديد والجيزة والغربية والدقهلية والشرقية والمنيا وقنا.
وفي يوليو الماضي أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقضاء على فيروس والكشف عن الأمراض غير السارية تحت شعار (100 مليون صحة)، تعد بمثابة حملة قومية، حيث نجحت خلال 7 أشهر فقط في فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج 2.2 مليون مريض بالتهاب الكبد الوبائي "سي"، منوهة بانخفاض معدل الإصابات الجديدة بأكثر من 92% سنويا.