واشنطن تضع خطتها لطرد فاجنر من إفريقيا.. وموسكو تتمسك ببقائها
مارينا فيكتور مصر 2030في الوقت الراهن، تستغل الولايات المتحدة الأمريكية، الهزة التي تعرضت لها روسيا بالتمرد الذي قادته المجموعة ليوم ونصف في 24 يونيو، إذ تسعى لطرد مجموعة فاغنر المسلحة الروسية الخاصة من إفريقيا عبر 4 مسارات.
حتى لو أدى التمرد لتغير قيادة المجموعة، لكن هدف واستراتيجية المصالح الروسية المتعلقة بعملها لن تتغير.
وعلى هذا فإن الاستراتيجية التي تتبناها واشنطن منذ يناير الماضي، تهدف إلى التخلص من نفوذ فاجنر في إفريقيا عبر4 مسارات:
المسار الأول تقديم الدعم السياسي لدول في إفريقيا بعد اجتماع قادة دول القارة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ديسمبر الماضي، وأكدت واشنطن على أن وجود فاغنر غير مرغوب فيه.
المسار الثاني هو تقديم واشنطن إغراءات مالية للدول التي يوجد بها المجموعة الروسية، والإدارة الأمريكية رصدت 57 مليار دولار لدعم التنمية في إفريقيا، وجزء من تقديم الدعم المالي يرتبط بإنهاء فاجنر هناك.
على سبيل المثال، طلبت واشنطن من رئيس إفريقيا الوسطى، فاوستين أركانج تواديرا، التخلص من فاغنر وعلاقته مع روسيا مقابل تقديم مساعدات اقتصادية، ومنحته 6 أشهر من أجل إنهاء هذه العلاقة، ولكن "تواديرا" رفض العرض المغري.
المسار الثالث هو فرض عقوبات على الشركات والحكومات التي تتعاون مع فاجنر، في حالة لم تقطع علاقتها معها. وقد فرضت الخزانة الأميركية بالفعل، الأربعاء الماضي، عقوبات على منظمات في جمهورية إفريقيا الوسطى بسبب صلتها بفاغنر، بجانب إدراج مواطن روسي كان يعمل كمدير من جانب فاجنر في مالي على قائمة العقوبات.
المسار الرابع هو الاستهداف العسكري لهذه المجموعة، ولكن هذا الاستهداف سيكون عبر طرف ثالث.
لماذا تستمر فاجنر في إفريقيا؟
من غير الواضح ما إذا كان زعيم فاجنر يفجيني بريجوزين، الذي انتقل من روسيا إلى بيلاروسيا، سيظل يدير مجموعته من هناك لتمكينها من الاستمرار في مهماتها في جمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا ومالي والكاميرون "بشكل غير معلن" بحسب جبرين.
وانسحاب فاجنر من إفريقيا لا يبدو خيارا مطروحا اليوم على طاولة الحكومة الروسية، كما يرى المحلل السياسي التوغولي محمد مادي غاباكتي.
ويرجع ذلك إلى استراتيجية فاجنر العملياتية على مدى العامين أو الثلاثة أعوام الماضية تتمثل في توسيع بصمتها العسكرية والاقتصادية في إفريقيا، لعدة أهداف، من صمنها استمرار حصولها على التمويل من بوابة السيطرة على ثروات الدول العاملة فيها.
فاجنر كيان يروج لأجندة الدولة الروسية، وهما مرتبطان ارتباطا وثيقا؛ لذلك لن تنهي موسكو عمل المجموعة في إفريقيا، بل قد نشهد مزيدا من تواجدها هناك.
وكجزء من صفقة لإنهاء التمرد، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمقاتلي فاجنر ثلاثة خيارات: إما الانضمام إلى الجيش الروسي، أو الذهاب إلى بيلاروسيا مثل بريجوزين، أو العودة إلى الوطن
ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخيارات تنطبق أيضا على مقاتلي فاغنر في إفريقيا.
وفاجنر، التي اشتهرت بداية في أوكرانيا عام 2014 لدعم روسيا في ضم شبه جزيرة القرم، تعاظم دورها في حرب أوكرانيا المندلعة منذ فبراير 2022، وتعمل أيضا في حوالي 30 دولة لمصلحة موسكو، وهو ما يشير إلى أهمية المجموعة في السياسية الخارجية لموسكو.