الخبراء يكشفون لـ«مصر 2030» أهمية زيارة رئيس وزراء الهند إلى مصر
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قصر الاتحادية، ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، الذي يقوم بزيارة إلى مصر تعد الأولى من نوعها.
من هنا نستعرض إليكم آراء الخبراء والمحللين الاقتصاديين حول أهمية تلك الزيارة في التبادل التجاري بين مصر والهند.
العلاقات المشتركة بين مصر و الهند
صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الزعيمين عقدا مباحثات على مستوى القمة، أكدا خلالها تميز العلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين الصديقين، والالتزام المتبادل بالوصول بها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات، خاصةً من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين في البلدين، حيث تأتي زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى مصر في أعقاب زيارة الدولة التي قام بها السيد الرئيس إلى نيودلهي في يناير الماضي، كما تتزامن مع مرور 75 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند.
القضايا ذات الاهتمام المشترك
كما تناول اللقاء مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة في العديد من المجالات، خاصةً الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الدوائية والأمصال واللقاحات، والتعليم العالي، والطاقة الجديدة والمتجددة بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، والسياحة والثقافة من خلال تسيير رحلات الطيران المباشر بين القاهرة ونيودلهي، فضلاً عن تعظيم حجم التبادل التجاري وتبادل السلع الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك تنمية الاستثمارات الهندية في مصر خلال المرحلة المقبلة.
وتم أيضاً تبادل وجهات النظر بشأن تطورات عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث وجه رئيس الوزراء الهندي الدعوة للسيد الرئيس للمشاركة في أعمال القمة المقبلة لمجموعة العشرين بنيودلهي تحت الرئاسة الهندية، في حين أعرب الرئيس عن ثقة مصر في رئاسة هندية نشطة لمجموعة العشرين تسهم في احتواء التداعيات السلبية للتحديات الدولية على الاقتصاد العالمي، مؤكداً استعداد مصر الكامل للتعاون مع الرئاسة الهندية لدفع المحادثات في الاتجاه البناء، وبما يتيح التوصل للطرق المثلى في التعامل مع أزمات الطاقة، وتغير المناخ، ونقص الغذاء، والحصول على التمويل للدول النامية.
توقيع بعض مذكرات التعاون
وأضاف المتحدث الرسمي أن الزعيمين قاما عقب انتهاء المباحثات بالتوقيع على الإعلان المشترك لرفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعكس التراث الحضاري المشترك والممتد بين مصر والهند على المستويين الرسمي والشعبي، بالإضافة إلى توافر الإرادة المتبادلة بين البلدين الصديقين للارتقاء بالعلاقات الثنائية.
تعظيم التبادل التجاري بين مصر والهند
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن زيارة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودى" لمصر والتي تعد الأولى من نوعها منذ توليه منصبه، تهدف لتعظيم المصالح المشتركة وتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين القاهرة ونيودلهي وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين، كما أنها تشير إلى ثقل ومكانة مصر على المستوى الدولي ورغبة الهند على زيادة حجم العلاقات المصرية الهندية.
وأضاف الدكتور أشرف غراب في تصريحات خاصة لـ "مصر 2030"، أن زيارة رئيس الوزراء الهندي لمصر تكتسب أهمية كبرى خاصة في ظل تقدم مصر بطلب للانضمام لمجموعة البريكس، وأن الهند تعد أحد مؤسسي تجمع بريكس، كما أنها ترأست مجموعة العشرين وحرصت على دعوة مصر للمشاركة في كافة اجتماعات مجموعة العشرين، خاصة وأن المجموعة تمثل ما يقارب الـ 80% من الناتج الإجمالي العالمي، و75% من حجم التجارة الدولية، إضافة إلى أن الهند من أكبر اقتصاديات العالم فقد حلت محل بريطانيا لتصبح أكبر خامس اقتصاد على مستوى العالم حيث بلغ حجمه 2.94 تريليون دولار.
ولفت غراب، إلى أن مصر أصبحت بيئة جاذبة للاستثمارات خاصة مع ما تتمتع به من مشروعات تنموية واقتصادية عملاقة كمشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمشروعات الخضراء والطاقة المتجددة وغيرها، موضحا أن الزيارة ستسفر عن زيادة الاستثمارات الهندية في مصر خلال الفترة القادمة نظرا للتقارب الكبير بين الدولتين، خاصة أن مصر هي بوابة إفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى أن التقارب وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين قد يسفر عن زيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين والتعامل بالعملات المحلية، إضافة إلى أن الهند سوق كبيرة والفرصة أمامنا لزيادة صادرات المنتج المصري للسوق الهندية ومنه للتوسع للسوق الآسيوية .
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن حجم التبادل التجاري بين القاهرة ونيودلهي قد شهد طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية فقد زاد في العام المالي 2021/ 2022 بنسبة 75% ليصل لـ 7.26 مليار دولار، حيث بلغ حجم صادرات مصر للهند 3.52 مليار دولار، ووارداتها 3.74 مليار دولار، كما تعمل في السوق المصرية أكثر من 50 شركة هندية، باستثمارات تصل لـ 3.2 مليار دولار، ووفق مصادر رسمية هندية فإنه مخطط أن يتم التوسع في استثماراتها في مصر بنحو 800 مليون دولار، إضافة لاهتمام الكثير من الشركات الهندية بتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا في مصر وقد وقعت بالفعل 3 شركات مذكرات تفاهم مع مصر بقيمة 18 مليار دولار.
زيادة التبادل التجاري
ومن جانبه، أوضح الدكتور أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات، الخبير الاقتصادي، أن زيارة رئيس الوزراء الهندي لمصر مهمة للغاية وجاءت بتوقيت مهم، وستعطي دفعة العلاقات المشتركة وتُحدث قفزة في التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، حيث تعكس مدى أهمية التعاون المشترك، فالعلاقات بين البلدين تشهد أزهى عصورها حاليا في المجالات كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وزار الرئيس السيسي الهند ثلاث مرات وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الهندي مودي القاهرة عام 2020 ولكن بسبب جائحة كورونا تم تأجيل الزيارة.
وأضاف الدكتور أبو بكر الديب في تصريحات خاصة لـ "مصر 2030"، أن الهند قوة اقتصادية كبرى وذات نفوذ في المحيط الهندي ومصر أيضا دولة محورية ولاعب رئيسي في الشرق الأوسط.
وتوقع الديب، تعاونا في مجالات الأمن الغذائي وزيادة التبادل التجاري حيث بلغت التجارة الثنائية بين البلدين 7.2 مليار دولار متوقعًا زيادتها لـ 20 مليار دولار بحلول عام 2030.
